كوندوليزا مهددة-حسب الأامريكيين- أفاد مركز أمريكي يرصد المواقع الإسلامية أن دعوة وجهت عبر موقع إلكتروني إسلامي للتنظيم المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى اغتيال وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال جولتها في المغرب العربي * وقال "سايت انتيليجنس غروب"، إن هذه الدعوة وجهها "جهادي غير معروف على موقع الإخلاص الأكثر استخداما من جانب الجماعات الإسلامية الأصولية وبينها تنظيم القاعدة"! * ونقل "سايت أنتيليجنس رايس"- المعروف بتقاريره السوداوية كلما تعلق الأمر بالجزائر - أن "الجهادي" صاحب التحريض الإجرامي "تحدث عن الجولة التي ستبدأها رايس بداية من الخميس في ليبيا والتي تشمل تونسوالجزائر والمغرب". وقال، حسب المركز الأمريكي، في دعوته التحريضية التي نشرت على شبكة الأنترنيت الأربعاء المنصرم، ونقلتها مختلف وكالات الأنباء العالمية وكبريات الجرائد الدولية، إن هذه الجولة تشكل "فرصة فريدة لقتل رايس قبل أن تغادر منصبها كوزيرة للخارجية"(..). * والغريب أن مثل هذا الخبر لم يتم تداوله في ما يتعلق بأمن وسلامة وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة أو غيرها من كبار المسؤولين، بما فيهم الرؤساء والملوك، حتى عندما تعلقت الزيارة الرسمية والعلنية بالدول التي تعيش حروبا وتوترات ومواجهات عسكرية، مثلما هو الشأن على سبيل المثال، بالنسبة للعراق وفلسطين ولبنان، لكن عندما وصلت أجندة مسؤول دولي سام بوزن كوندوليزا رايس، إلى برمجة زيارة إلى المغرب العربي والجزائر تحديدا، يتحرك "الجهاديون" وتستيقظ "القاعدة" ويعلن عن مخططات الاستهداف والاغتيال! ومع ترويج مثل هذه المعلومات التي تعتمد على التخويف والترهيب، خاصة مع استناد المركز الأمريكي على "إرهابي مجهول" ولا محدد الهوية، ترى أوساط مراقبة، أن الدول التي ستزورها رايس، إتخذت دون شك الإجراءات الأمنية الضرورية، الروتينية والإستثنائية، الخاصة بتأمين وحماية الضيوف الأجانب. * وبالتالي، فإن نشر "دعوة إلى اغتيال" رايس بأرض المغرب العربي من طرف "الجماعة السلفية" أو كما وصفها المركز الأمريكي ب "فرع القاعدة في المغرب الإسلامي"، لا يمكن، برأي مراقبين، سوى تصنيفها ضمن تهويل الوضع وإستباق الاحداث وتعفين الأجواء وتسميمها ببث أخبار ترويجية لا يمكنها أن تثير القلق والارتباك، بقدر ما تساهم في مزيد من الحيطة والحذر ومواجهة الإشاعة والأنباء الإفتراضية! * ويعتقد مراقبون أنه حتى وإن كانت "دعوة الاغتيال" نابعة من مراقبة أمنية ومخابراتية للمواقع التي تتردد عليها الجماعات المسلحة، فإنه كان من المفروض التعامل معها بحذر ووفق واجب التحفظ والإبقاء عليها في طي السرية والكتمان، وبالمقابل، التنسيق مع الجهات المعنية في البلدان التي ستزورها رايس، بعيدا عن الترويج وتقديم خدمة مجانية للتنظيمات الإرهابية ! * وينتظر أن تحل السبت، وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، في زيارة رسمية إلى الجزائر، حيث ستعقد رفقة وزير الخارجية، مراد مدلسي، بمطار هواري بومدين، ندوة صحفية، ينتظر أن يتطرقان خلالها، إلى الملفات المشتركة، في مقدمتها مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني والتنسيق العسكري بين الجزائر وواشنطن التي أكدت مرارا وتكرارا دعمها للجزائر في معركتها ضد الجماعات الإرهابية، مع اقتراحها تقديم المساعدة. * وقد أعلن مؤخرا السفير الأمريكي الجديد بالجزائر، ديفيد بيرس، الذي خلف سابقه، روبارت فورد، أثناء تقديمه أوراق اعتماده إلى الرئيس بوتفليقة أن "الولاياتالمتحدة تتعاون مع الجزائر في مكافحة الارهاب وأن استقرار الجزائر وإزدهارها مهمان جدا لاستقرار المنطقة برمتها". * وفي سياق "التقارب" الجزائري - الأمريكي والتعاون بينهما، قال مدير مكتب التحقيقات الفديرالي (اف بي آي) روبرت مولر، في وقت سابق، إن أجهزته تنوي فتح مكتب في الجزائر لمواجهة "التهديدات الجديدة القادمة من المغرب العربي". * ومع نشر أخبار ضررها أكثر من منفعتها، نقلت جريدة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر نهار الجمعة، عن مصادر ليبيبة مطلعة، أن ترتيبات أمنية معقدة قد إتخذت لتأمين جولة رايس إلى المنطقة، وكشفت أن الإجراءات الأمنية التي تم الإتفاق عليها قبل بضعة أيام، بأن وفدا يضم عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي ايه" والمكتب الفيدرالي "اف بي أي" قام بزيارة للعواصم التي ستزورها رايس. وذلك "تحسبا لمحاولة بعض الجماعات الأصولية المتطرفة المحسوبة على تنظيم القاعدة في منطقة المغرب العربي بمحاولة اغتيال رايس". * ونقلت "الشرق الأوسط" عن ديبلوماسيين ليبيين، أنه كان يفترض أن تصل رايس في حوالي الساعة الثامنة من مساء الخميس، بالتوقيت المحلي لليبيا، على متن طائرة أمريكية خاصة ترافقها طائرات من سلاح الجو الأمريكي، ولفت هؤلاء إلى أن موعد وصول رايس لن يعلن إلا قبل قليل من هبوط طائرتها بليبيا ضمن هذه التدابير الأمنية. * وفيما تبقى مهمة تأمين وحماية الأجانب من صلاحيات الدولة المستضيفة، فإن "تسريب" معلومة "الجهادي" الذي حرض على اغتيال رايس، التقطته عديد من المواقع ووكالات الأنباء والجرائد العالمية بشهية مفرطة، وراح بعضها يستعين بتخمينات وتوقعات هلامية وخيالية، فيما عاد آخرون إلى حوار أمير "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" المدعو عبد المالك درودكال مع صحيفة "نيويورك تايمز"، والذي قال: "لن تتردد في ضرب الولاياتالمتحدة حيث ومتى نستطيع ذلك، في كل أنحاء العالم"! * وجاء "تحذير" مركز "سايت انتيليجنس غروب"، ليذكر المتابعين، بتحذير سابق كانت قد أطلقته سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، عندما حذرت من تفجير إرهابي سيستهدف مقر البريد المركزي ومبنى التلفزيون بالعاصمة، وأعطت حتى تاريخ تنفيذ الإعتداء، إلا أن لا شيء من ذلك حصل، وتبيّن أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد معلومات لا أساس لا من الصحة!