يواجه الجزائريون أزمة نقل خانقة أيام العيد، لذا يسارع بعض الميسورين منهم إلى أخذ احتياطاتهم سلفا وذلك عن طريق كراء السيارات لدى المحلات المتخصصة في هذا النشاط. الشروق أونلاين تحدثت إلى بعض أصحاب تلك المحلات وكذا بعض المواطنين الذين يقبلون على هذا الحل لتخليص أنفسهم وعائلاتهم من تبعات ما قد يلاقونه من تعب في وسائل النقل الجماعية والفردية. يومان قبل عيد الأضحى تحوّل العثور على سيارة لكراءها من سابع المستحيلات، حيث أجمع أغلب من تحدثنا إليهم من المتعاملين والمواطنين في العاصمة وضواحيها على عدم وفرة أي سيارة، فالحجز حسب هؤلاء تم أياما عديدة قبل العيد، وهو ماجعلهم يواجهون عجزا بسبب قلة العرض. وحسب صاحب أحد محلات الكراء بالعاصمة فإن الطلب في المناسبات على غرار الأعياد ونهاية الأسبوع في موسم الأعراس يبلغ الذروة ويصبح من الصعب جدا تلبيته. ما يضطرهم في أحيان كثيرة إلى توجيه الزبون، نظرا لحاجته الملحة، إلى زملائهم في المجال وإن لم يكن ذلك ممكنا يوجهونه نحو بعض الأشخاص الذين يؤجرون سياراتهم بطريقة غير رسمية طبعا، يقول محدثنا، تبقى المسألة هنا مسألة ثقة وحاجة ولا يمكن تعميمها على الإطلاق. من جهتهم بعض المواطنين الذين استقينا آراءهم، أعربوا عن ارتياحهم العميق لوجود هذا البديل الذي يخفف عنهم معاناتهم في أيام العيد خاصة مع وجود الأولاد والزوجة والأهل والإقبال هنا ليس بهرجة أو تباهيا أمام الأهل وإنما ضرورة أملتها الظروف خاصة عندما يتعلق الأمر بالتنقل مسافات بعيدة، يضيف هؤلاء. ويجد البعض الأخر من المواطنين في تأجير سيارة أيام العيد وقيادتها بنفسه كما قالوا "صونا للحرمات" واحتشاما ووقارا للعائلات التي يضطرها واجب صلة الرحم إلى العودة إلى بيوتها في ساعات متأخرة ليلا. وما يبرر هذا الاختيار لدى كثيرين هو عدم وفرة وسائل النقل بالقدر الكافي لجميع المواطنين رغم ما تنادي به مختلف الوزارات من ضرورة المناوبة وضمان الخدمة في عطلة العيد، لذا فان كراء سيارة ووضعها تحت التصرف يجنبهم الكثير من المواقف المحرجة التي قد يتعرضون لها. فئة أخرى تقبل على كراء السيارات في العيد وهم من تتعطل مركباتهم قبيل العيد ويصعب عليهم تصليحها بسرعة فيجبرون على الكراء لضمان التنقل بأريحية. لكن هذا الإقبال خلف أثرا عكسيا على الأسعار التي التهبت كغيرها من أسعار المنتجات والسلع المعروضة. فالسيارة التي كانت تؤجر 3500 دج لليوم الواحد قفزت إلى 4500دج دون الحديث عن الماركات الراقية التي ارتفعت أسعارها بما يقارب الضعف، وهو ما اعتبره المواطنون استنزافا لهم، سيما مع المصاريف التي يدفعونها في مثل هذه المناسبات والتي أنهكت ميزانياتهم. هذا ويعتبر العيد بالنسبة للجزائريين مناسبة لزيارة أقاربهم وذويهم مهما بعدت المسافة للظفر بأجر صلة الرحم والمعايدة وهو ما يحدث ازدحاما في حركة المرور تختنق لها الطرقات ناهيك عن حوادث المرور التي يروح ضحيتها العشرات بسبب القلق والعصبية وكذا السرعة وقلة النوم.