عرف الجزائريون في الفترة الأخيرة موضة جديدة تتمثل في انتشار وكالات كراء السيارات التي أصبحت تعرف رواجا كبيرا حيث لا يكاد يخلوا أي حي من وكالة أو أكثر، خاصة في الأعراس والأفراح. لطيفة مروان وما شجع هذا النشاط هو إقبال مختلف فئات المجتمع على هذه التجارة، رجال، كهول، شباب وكل حسب الحاجة فهناك من يضطر لكراء سيارة لقضاء شغل ما، وهناك من يستعملها لأغراض أخرى خاصة في الأعراس، لهذا السبب قامت "الحياة العربية" بجولة استطلاعية لرصد آراء بعض مالكي هذه الوكالات وكذا الزبائن لمعرفة الأسباب التي دفعتهم للجوء لمثل هذه التجارة. .. تجارة مربحة لكنها مملوءة بالمشاكل من خلال الجولة التي قمنا بها، وقادتنا إلى بلدية دار البيضاء، لاحظنا أن هذه الوكالات تعرف إقبال العديد من الشباب، وهذا ما أكده لنا علي صاحب وكالة لكراء السيارات حيث قال أن "الطلب يزداد بكثرة خاصة في الإعراس، وأنه يستغل فترة العطل والمناسبات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب، لأنه في الأيام القليلة السابقة كان الطلب ناقصا نوعا ما، بينما الآن –يضيف المتحدّث- حتى سيارتي الخاصة أضطر لكرائها حتى لا أضيّع الزبون، ولا أخفي عليكم أنها تجارة مليئة بالمصاعب لكنها مربحة". ودفعنا الفضول للسؤال عن سعر الكراء، فأخبرنا أن السعر يختلف حسب علامة السيارة والمدة التي تبقى عنده، فهناك سيارات تؤجّر ب"3000 دج لليوم بينما السيارات الجديدة والتي تعتبر آخر موديل فسعر كرائها يقدر ب4500 د.ج لليوم، لكن هنالك عدة مشاكل تعترضني خاصة تلك المتعلقة بالأعطاب الميكانيكية التي تصيب السيارات سواء على مستوى هياكلها أو إتلاف اللوازم، غير أنه في كل لحظة يجب أن علي أن أتفهم دائما أن هناك فئة تتعامل مع السيارة أثناء سياقتها كأنها ملك لها، وهناك فئة توجد على النقيض تماما من الفئة الأولى وبالتالي وجب على صاحب أن يدمج هذه الأخيرة مع الأولى حتى تستقيم الأمور لفائدة نجاح المشروع ، وهي مسألة شاقة وعسيرة أحيانا. كما أن مسألة المواعيد أيضا تقلقني فهناك من يأخذ السيارة ليومين، وعندما تنقضي تلك الأيام يكلمني في الهاتف، ويطلب مني أن أمنحه يومان آخران، ولا يكلف حتى نفسه عناء الحضور عندي، هذا ما يدفعني غالبا للتشاجر معهم، وناهيك عن أولئك الذي يستغلون هذه السيارات للسرقة والقيام بالأعمال المشبوهة ثم يترك السيارة في مكان ما لتجدها دوريات الشرطة فيما بعد، فقد حصل لي العديد من المشاكل من هذا النوع ، وعليه أصبحت أتعامل مع من اعرفهم و هم كثر". .. تختلف الأسباب ... والوسيلة الكراء كان "رؤوف.خ" أول من التقينا به في وكالة لكراء السيارات، فسألناه عن السبب الذي دفعه لكراء سيارة، فأخبرنا أنه يقوم بكراء سيارة كل نهاية أسبوع ليتمكن من زيارة العائلة التي تقطن بجيجل، كما يرى أن هذه الطريقة وفرت عليه الكثير من المال وربح الوقت، ففي الماضي كان يذهب في الحافلة وعندما يصل لا يمكنه التنزه مع العائلة حتى يستعين ب"كلوندستان" بينما الآن أصبح يلجأ لكراء سيارة، التي أتاحت له فرصة التنزه مع العائلة بكل حرية، أما "حميد" فقد اضطر لكراء سيارة بعد بيع سيارته، و هذا قصد قضاء أشغاله. .. فرصة من ذهب لتحقيق أحلام الشباب كما أخبرنا الشاب "سيد أحمد" أنه طالما حلم في امتلاك سيارة آخر موديل ونوعية رفيعة لكن إمكانياته لا تسبح له حتى بامتلاك سيارة عادية، لكن يرى أن هذه الوكالات حققت له حلم الطفولة إذا أصبح بين الحين والآخر يذهب عند صديقه الذي يعمل مع أبوه في وكالة كراء السيارات، ليستأجر سيارة فخمة و لو ليوم واحد، وغالبا ما يقوم هو وأصدقاء آخرين بالاشتراك ودفع السعر الذي يكون باهظا خاصة عندما تكون السيارة من نوع رفيع ن ويتداولون في القيادة فيما بعد .