توفيت حاجتان تنحدران من ولاية سكيكدة، في كارثة منى تربطهما صلة قرابة، الأولى تدعى بن كنيو صليحة في الستينات من عمرها تقطن بحي لزرق عبد المجيد بوسط عاصمة الولاية سكيكدة سافرت إلى البقاع المقدسة رفقة ابنها بومنجل الذي أصيب بجروح خطيرة في أنحاء متفرقة من جسمه. والثانية جميلة بركان 55 سنة تقطن بحي الإخوة خالدي بمدينة سكيكدة. وقد علمت عائلتاهما المقيمتان بسكيكدة بخبر وفاتهما من خلال المكالمات الهاتفية التي وصلتهما من قبل مرافقيهم، وذلك في أسوأ حادثة تدافع في الحج منذ 2006، حيث راح ضحيتها هذا العام ما يزيد عن 717 حاج، وإصابة 863 آخر في حادث تدافع للحجاج في منى، في الوقت الذي يشارك فيه نحو مليوني شخص في أداء المناسك الأخيرة للحج. للإشارة، فإن ابن الفقيدة الأولى بومنجل الساكن بنهج عبد الرحمان مقران بسكيكدة نجا من الموت بأعجوبة حيث استرجع أنفاسه الأخيرة في آخر لحظة.
مسعودة تاغلابت أصرت على الحج للمرة الثانية وفاة قريبة برلماني ومحافظ جبهة التحرير في تدافع منى توفيت الحاجة مسعودة تاغلابت، زوجة لطرش رشيد، شقيق نصير لطرش، النائب البرلماني ومحافظ جبهة التحرير بباتنة، في حادثة التدافع التي وقعت بمنى، عقب انفلاتها من يد زوجها جراء الكتل البشرية المتزاحمة الهائلة التي تسببت في دهسها وسط حالة من التأثر لدى زوجها الذي لم يستطع فعل شيء أمام الموج البشري المتلاطم. وتلقت عائلة الضحية النبأ صبيحة العيد بمشاعر متناقضة بين الصدمة والرضا بقدر الله خاصة أن الحاجة مسعودة، 50 سنة، من النساء المواظبات على فعل الخيرات والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين وهي ملتزمة بتعاليم الدين الحنيف. فقد سبق لها الحج في مرة سابقة قبل أن تلح هذه السنة على الذهاب للحج خارج القرعة وتمكنت من تحقيق أمنيتها فرافقت زوجها إلى البقاع المقدسة في غبطة. وقد أكد ابنها، الذي تلقى النبأ عن طريق صديق والده الموجود هناك، أنها كانت تلح على الذهاب للحج مداعبة إياهم: "دبروا راسكم لازم الحج هذه السنة" قبل أن توصي أبناءها بالاعتناء ببعضهم البعض و تكثر في التوصية مطمئنة إياهم بالدعاء لهم فردا فردا وكأنها كانت تعلم أنها آخر مرة تراهم فيها قبل أن يختار لها القدر أن تدفن بالبقاع المقدسة التي كانت تلح على الذهاب إليها راضية مطمئنة. الحاجة بتة الزهراء كان حلمها الحج قبل وفاتها فتوفاها الله في المقام الطاهر وتوفيت أيضا خلال تدافع منى الحاجة بتة الزهراء زوجة ملاخسو تبلغ من العمر 83 سنة مقيمة بحي باركافوراج وتنحدر من عين التوتة ولاية باتنة، وقد تنقلت للبقاع المقدسة بمعية مرافق وكان حلمها أن تحج قبل وفاتها وشاء القدر أن تموت في المكان الطاهر الذي تمنت زيارته وتحقق لها أن تدفن في ترابه في آخر العمر ولم تخلف الحادثة قلقا لدى ابنائها الذين حزنوا على فراقها بيد أن خاتمتها كانت بمثابة السلوى لهم.