عندما حاولنا معرفة ارتباط الجزائريين بالهجرة النبوية، وجدنا صعوبة كبيرة في انتظار إجابة، على سؤال طرحناه على عدد من مشاهير الجزائر، شعروا بالحرج وهم عاجزون عن الإجابة عن سؤالنا المباشر.. وهو في أي سنة هجرية نحن؟ وكان الكثير منهم وخاصة من الوزراء السابقين في منتهى الإحراج، عندما زعموا بأنهم لا يستمعون إلى مكالمتنا الهاتفية، ثم قرّروا إغلاق هواتفهم خجلا من أن يعرف الشعب الجزائري بأنهم يجهلون التاريخ الهجري بالرغم من أن غالبية الشعب الجزائري لا يعلم فعلا في أي سنة هجرية باستثناء أساتذة التعليم الإبتدائي على الخصوص المجبرين على تدوين يوميا على سبورة القسم التاريخ الهجري، ومع ذلك ردّ علينا آخرون بلباقة وبطريقة حضارية، معترفين بالتقصير تجاه هذا التقويم الذي يعني هويتنا ويعني تذكر الدولة الإسلامية التي أنشأها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة، وبعضهم اعتبر عدم معرفة الجزائريين تاريخ ثورتهم الباهرة التي كان شعارها الله أكبر، بتاريخ الهجرة النبوية هو في حد ذاته عار. أكثر من تحرّجوا وصدمونا أيضا، هم من الأئمة ومن المنتمين للتيار الإسلامي الذين يطالبون الدولة بتطبيق الشريعة ويناظرون للتأريخ الإسلامي، وهم لا يحفظون تواريخ السنة الهجرية، أما العار الكبير فهو أن يدخل الكثير من الجزائريين اليوم في عطلة مدفوعة الأجر يشبعون فيها نوما، وهم لا يعرفون السنة التي بلغناها في ذكرى هجرة محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينةالمنورة، بالرغم من أن الدولة لا تمنع التقويم بالهجري وهي وحدها من تقدم مراسيمها عبر الجريدة الرسمية بالهجري وتنصح الأساتذة في مختلف الأطوار بأن يقرنوا الميلادي بالهجير لعل وعسى. سكينة بوطمين: توبيخ في صباح عيد اعترفت العداءة والإعلامية والحقوقية الشهيرة سكينة بوطمين للشروق بأنها لا تدري في أي سنة هجرية نحن، وقالت بأن سؤال الشروق اليومي الصباحي الذي طرحناه عليها أمس الأربعاء عن التاريخ الهجري هو أشبه بالتوبيخ، واعترفت بأننا جميعا مقصرون في حق هذا التاريخ العزيز. صالح أوڤروت: أنا لا أعرف حتى الميلادي؟ أما السلطان عاشور أو الفنان صالح أوڤروت فوجدناه في السوق بصدد شراء بعض لوازم الاحتفال بليلة السنة الهجرية، ورد بسرعة: صراحة لا أعلم، وصدقني حتى التاريخ الميلادي صرت أنساه، واعتبر صالح أوڤروت الحياة يوم طويل جدا يبدأ وينتهي، أما أيام والشهور والسنوات فهي لتنظيم الحياة فقط، مثلها مثل الساعات. جمال فوغالي: تزوجت في أول محرم مدير الثقافة بقسنطينة الأديب جمال فوغالي، اعترف بأنه كان نهار أمس يطالع كتابا، عن كيفية معرفة تواريخ ميلادية قديمة بالتقويم الهجري، وهذا ما جعله يبحث عن تاريخ استشهاد والده، لأجل ذلك تذكر بأننا في القرن الخامس عشر وأننا سندخل 1437، وقال بأنه تزوج في الفاتح من محرم لأجل ذلك ارتبط بالهجري. لخضر بلومي: هذا أصعب سؤال طُرح علي في حياتي؟ أما نجم الكرة الجزائرية لخضر بلومي، فصمت طويلا، ولكنه تنهّد واعترف بأن التقويم الميلادي دفن التقويم الهجري من ذاكرة الجزائريين، خاصة في السنوات الأخيرة، وبلومي يعرف بأن الخضر فازوا بفضل هدفه أمام ألمانيا في 16 جوان 1982 ولا يعرف شيئا عن التأريخ الهجري، لهاته الذكرى ولا أي تاريخ آخر. الشيخ علي بلحاج: لا أحد يعرف تاريخ وفاة ابن باديس قبل أن نكمل سؤالنا وشرحنا لسبب طرحه، ردّ علينا علي بلحاج بالجواب الصحيح وهو 1437، وقال بأن الجزائريين عليهم أن يعرفوا تاريخ أمجادهم بالهجري، كما يعرفونها بالميلادي، وذكر ثورات الأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة وحتى وفاة الشيخ ابن باديس التي نعرف بأنها في 16 أفريل 1940 ولا نعرفها بالهجري. النقيب مصطفى الأنور: لا نذكر الهجري إلا في المناسبات نقيب المحامين الأستاذ مصطفى الأنور، فاجأه السؤال أيضا، ولم يذكر في إجابته سوى 1400 هجرية، أما البقية من السنوات، فلا علم له بها، وقال بأن عالم المحاماة لا يذكر الهجري إلا مرتين أو ثلاثة في السنة، وعامة الجزائريين لا يكادون يعرفون من السنة إلا ما توافق مع أعيادهم من شوال ورمضان ومحرم وذي الحجة. رابح بن الشريف: خرجت فرنسا وبقيت ثقافتها؟ زعيم حزب التضامن والتنمية السابق رابح بن الشريف، اعترف بأن الجزائريين اتبعوا التقويم القديم مثل بقية دول العالم، وتمنى لو يتم الاحتفال أيضا بتاريخ الثورة في الهجري، كما نحتفل بها في الميلادي، ولم يتمكن أيضا من الإجابة بالرغم من أن السؤال طرح عليه على بعد ساعات من عيد الهجرة النبوية. سجين غوانتنامو بلحمليلي: الصليب الأحمر كان يذكرنا بسنتنا الهجرية سجين غوانتنامو الشهير عادل بلحمليلي، أخطأ أيضا بسنة في تحديده السنة الهجرية الحالية، وقال بأنه عندما كان في السجن الشهير غوانتنامو كانوا يخبرونه دائما بموعد المواسم الدينية، كما أن الصليب الأحمر عندما يزورهم، يقدّم لهم جداول عن الصلاة والصيام وتواريخ مختلف الأشهر الهجرية التي نجهلها الآن. المصارع عمر مريجة: نحن في 1400 وفقط؟ اعترف المصارع الجزائري الشهير عمر مريجة، بأن السؤال محرج فعلا، بالنسبة إليه، لأنه لم يتمكن في حياته من أن يبرمج جداوله الرياضية، على التقويم الهجري، فمرت السنوات وحان تاريخ الهجرة، ولا يعلم في أي سنة نحن، ولكنه بعد تفكير تمكن من معرفة السنة بدقة، ولكنه ظن بأن أول محرم كان أول أمس الثلاثاء. جمال مصباح: في جنوة لا شيء سوى الميلادي وجدنا جمال مصباح مبتهجا بعودته للتدريبات مع ناديه سامبدوريا بعد إصابته الأخيرة، وقال بأنه على علم بأن يوم الخميس هو أول محرم، أما عن السنة الهجرية فضحك وقال بأنه لا يعلم في أي قرن هجري نحن، فما بالك بالهجري، واعتبر تواجده في مدينة جنوة وفي أووربا منذ ان بلغ سن السادسة، هو السبب. عبد الرحمان بلعياط: أعترف أني لا أعرف التقويم الهجري يقول عبد الرحمان بلعياط، القيادي السابق في الآفلان بكل صراحة أن التقويم الهجري لا يهمه بقدر ما تهمه المناسبة والاحتفال بها ككل الجزائريين، ويرى أن التقويم والعمل بالأرقام هو من ثقافة المسحيين. وقال "اعترف إني لا أحفظ التقويم الهجري، لكن عائلتي ستجتمع على طبق الشخشوخة وتحي المناسبة في جو حميمي، واعتقد ان ذلك لا يختلف فيه الجزائريون" يقول بلعياط، ويضيف أن عدم حفظه للسنة الهجرية لا يعني انه غير مسلم، حيث يعتقد أن الوسائل التكنولوجية تسجل هذا التقويم، فرغم عدم حفظه يمكن معرفته في أي لحظة. محمد صديقي: الجهل بالتقويم الهجري سببه الإدارة حمل العضو القيادي في حزب عهد 54، محمد صديقي، الإدارة الجزائرية مسؤولية عدم حفظ التقويم الهجري وقال إن الحياة اليومية للمسلمين والمرتبطة بالعالم تحتم عليهم التعامل بالتقويم الميلادي، واعترف بعدم حفظه للسنة الهجرية. واعتبر أن الوسائل التكنولوجية ساهمت بشكل كبير في ترسيخ التعامل بالتقويم الميلادي، ومن جهة أخرى يمكن اللجوء اليها لمعرفة التقويم الهجري. في السياق، اعترف الكثير من ممثلي المجتمع المدني والمثقفين بعدم درايتهم بالسنة الهجرية ،حيث قال زكي احريز، إنه كأغلب الجزائريين لا يحفظ السنة الهجرية، وذلك حسبه مرده لموروث ثقافي وعقليات افرزها الاستعمار الفرنسي جعلت من الإدارة تهمل التعامل بالتاريخ الهجري، حيث قال إن الجزائريين يحتفلون جميعا بمناسبة رأس السنة، غير أنهم لا يلون اهتماما للتقويم الهجري. بوجمعة صويلح: السّبب غياب الممارسة اليومية ويرى عضو مجلس الأمة السابق، والحقوقي، بوجمعة صويلح، في تصريح للشروق، أن صعوبة حفظ التقويم الهجري يعود لغياب الممارسة اليومية، وهذا شيء طبيعي، وقال إن اقتصاد السوق والتكنولوجيا والتعاملات السياسية والحقوقية لا تتعامل بهذا التقويم. المهم ان المناسبة في الوجدان.. أنا كحقوقي مثقف، اعتقد أن حفظ التاريخ الهجري سيتحقق بتطوير وسائل تكنولوجية من صنع الجزائريين وترقية التعاملات الرقمية بتقنيات عربية وإسلامية. حنطابلي: لا علاقة للموضوع بالهوية ويبقى التقويم الميلادي عالميا ويرفض أستاذ علم الاجتماع، يوسف حنطابلي، المزايدة في قضية التقويم الهجري، وقال أن الأشهر الهجرية أصبحت معروفة عند الجزائريين، وأن مسؤولية حفظ التاريخ الهجري ليست قضية ثقافية فقط، بل يعود لعدم تداول التاريخ في الحياة اليومية ولغياب الممارسة في الإدارة الجزائرية، واستبعد ان تكون قضية هوية أو ترسبات استعمارية. وأكد حنطابلي أن التقويم العالمي هو تقويم ميلادي وأن حتى الأشياء والمناسبات وتواريخ الأحداث المرتبطة بالرسول صلى الله عليه وسلم مؤرخة بالميلادي، ودائما يأتي تاريخها الهجري في المرتبة الثانية.