قال مجموعة من الأئمة للشروق، إن الجهد المبذول من طرفهم ومن بعض الأساتذة والمعلمين في المدارس، لأجل تقريب الجيل الجديد من التاريخ الهجري، الذي غيّر مسار العالم، وغيّر واقع المسلمين بالخصوص، لم يُجد نفعا، وقالوا إنهم بصدد تقديم اقتراح يرونه ذا بعد رسالي، وهو الاحتفال بأهم الأعياد الوطنية بالتاريخ الهجري. وجاء في رسالة من أحد الأئمة من مدينة عنابة، أنه لا مشكلة أن نحتفل بعيد الثورة أو الحرية بالتأريخ الميلادي والهجري معا، بعيدا عن العطل التي لا دراسة فيها ولا عمل، بل لأجل تذكير التلاميذ والطلبة وعامة الجزائريين، خاصة أن عيد الحرية يصادف الخامس من جويلية، وعادة ما يكون التلاميذ في عطلة، بينما يوفّر الاحتفال بعيدي الاستقلال والثورة إمكانية أن يدور العيدين عبر كل فصول السنة، من بردها وحرّها. سؤال طرحناه على عدد من الأئمة ومن المجاهدين، فاستحسنوا جميعا اقتراح الاحتفال بأعياد الثورة بالتاريخ الهجري، موازاة مع التأريخ الميلادي، لأن مجرد الإبقاء على الاحتفالات بالسنة الميلادية فيه نوع من التبعية للمستعمر. الشيخ محمد سعيود وهو إمام في رغاية بالجزائر العاصمة، قال، نهار أمس، للشروق إنه رفقة الكثير من الأئمة، يركزون على التذكير بالتواريخ الهجرية، ولكن ذلك غير كاف، والتاريخ الهجري هو الذي غيّر مسار التاريخ، ومن العار أن نترك التأريخ به، رغم أن التاريخ بالميلادي ليس حراما أيضا. وإذا كانت قناعة الجزائريين جميعا على أن الثورة المباركة كان شعارها الإسلام، ومنبعها المساجد وكتاب الله، وصيحتها الأولى "الله أكبر"، فإننا جميعا نحفظ تاريخ غزوة بدر في السابع عشرة من شهر رمضان الهجري، وتاريخ فتح مكة في عشرين رمضان من السنة الهجرية، ولا أحد يعلم تأريخا هجريا لغزوة الثورة الجزائرية المباركة، أو زمن النصر، لا يوما ولا شهرا، ولا حتى سنة، أما الشيخ الإمام سلطان بركاني من قسنطينة، فقال إنه لا شكّ أنّ إحياء ذكرى ثورة التحرير المباركة وذكرى الاستقلال وفق التأريخ الهجري، سيكون من أعظم الدلائل على تجذّر الهوية الإسلامية في هذا الشعب المسلم، وعلى استقلاله الكامل والحقيقيّ عن المستدمر الفرنسيّ، وعن ثقافته، وسيكون لهذا التحوّل أثره، خاصّة إذا علمنا أنّ ذكرى الثّورة التّحريرية تتزامن في التّأريخ الهجريّ مع السادس من ربيع الأول 1374ه، ما يجعلها مرتبطة بالمولد النبويّ الشّريف.