خطر يتهدد المواطنين قتل 57 شخصا نتيجة الصعقات الكهربائية الناجمة عن قرب الاتصال بين المواطنين وشبكات الكهرباء ذات الضغط العالي الموزعة عبر أنحاء الوطن، والضغط المنخفض داخل المنازل إلى جانب تسربات الغاز، في السداسي الأول لسنة 2008، فيما أصيب 98 شخصا بجروح وحرائق، في آخر حصيلة سجلتها مديرية الوقاية والسلامة الصناعية لشركة الكهرباء والغاز "سونلغاز"، وتحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منها. * * * فوضى البناء والسرقات وفواتير المؤسسات العمومية سبب الانقطاعات في الكهرباء * * وقد عرفت حوادث الصعقات الكهربائية بعض الارتفاع في تعداد الضحايا مقارنة بسنة 2007، التي سجل خلالها، 51 قتيلا و90 جريحا ومصابا بحروق، واختناقا بالغاز أو نتيجة انفجار الغاز، ويمثل 34 قتيلا و24 جريحا ضحايا الصعقات الكهربائية في السداسي الأول من سنة 2008 مقابل 38 قتيلا و33 جريحا لسنة 2007، وتسببت حوادث تسربات الغاز في 23 قتيلا و74 جريحا للسنة الجارية، مقابل 13 قتيلا و57 جريحا للسداسي الأول من السنة المنصرمة. * وأكد، مولود حاليتيم، مدير الوقاية والسلامة الصناعية ب "سونلغاز"، في لقاء مع "الشروق اليومي"، أن هناك تراجعا في ضحايا منشآت شركة "سونلغاز"، الذين حصروا في 30 قتيلا و23 جريحا ومصابا بحروق الصعقات الكهربائية للسداسي الأول من سنة 2008، مقابل 32 قتيلا و33 جريحا للسنة المنصرمة 2007، مضيفا أنه "لم يسجل ضحايا بالنسبة للغاز هذا العام"، موضحا أن ذات الأرقام تبقى رسمية ومستقاة لدى مصالح الحماية المدنية والحالات التي تنشر بالصحافة ويتم إثباتها على المستويات المحلية. * وكشف مدير الوقاية والسلامة الصناعية عن أهم مسببات الحوادث المميتة، والتي تعود أساسا إلى عدم احترام المواطنين للمسافات الأمنية والقانونية، المقدرة ب 5 أمتار عن 220 كيلو فولط، و4 أمتار عن 60 كيلو فولطا، و3 أمتار عن 30 كيلو فولطا، فيما يشترط نصف متر للضغط المنخفض المقدر ب 280 فولط بالمصانع و220 فولط بالمنازل، إلى جانب "الاتصال بالصدفة"، خلال أشغال البناء التي تقوم بها آلات الحفر أو الآلات الرافعة وتصدم بخطوط الضغط الكهربائي، أو خلال ملامسة أصحاب الشاحنات بمقطوراتهم الخلفية الخيوط الكهربائية أثناء رفعها، وكذا تسلق الأعمدة الكهربائية أو استعمال سلم حديدي ناقل للكهرباء. * وتشكل حوادث سقوط الكوابل حالات نادرة، وأن هذه الأخيرة تعزل عن الكهرباء تقنيا بمجرد سقوطها على الأرض، حسب المتحدث، الذي أشار إلى تسجيل ضحايا نتيجة ظاهرة جديدة والمتمثلة في محاولات سرقة الكوابل النحاسية في الضغط المنخفض وأحيانا في المحطات المغلقة حيث تكسر الأبواب. * وبالنسبة لحوادث الغاز، أفاد حاليتيم أنها تنتج عن التسربات التي تحدث بالمنازل، موضحا أن أغلب التسربات "تسبب فيها المقاولون أثناء أشغال البناء، عقب تخريب الشبكة وإهمال التسربات دون الإخطار عنها"، وعليه أكد المتحدث أن هناك عديدا من الشكاوى التي أودعتها "سونلغاز" لدى العدالة ضد هؤلاء المقاولين. * وقد أدى تضاعف التطور المعماري وغير الخاضع للمعايير، في الآونة الأخيرة، عبر كبريات المدن، وهو ما سمح بإقامة بنايات فوق شبكات الغاز والكهرباء، ومن أبرز الأمثلة المسجلة بالعاصمة نجد أحياء باب الزوار، الحميز، جسر قسنطينة، الشراڤة والحميز، وبشرق البلاد مدينة سطيفالجديدة، العلمةوقسنطينة. * هذا، ويقطن قرابة ألفين عائلة فوق قناة 20 ملم لشبكة الغاز، بحي 1850 مسكن بحاسي مسعود، وقد خصصت المديرية العامة ل "سونلغاز" ثلاثة ملايير سنتيم لتحويل الشبكة، غير أنها وجدت صعوبة في إتمام التحويل بعد فض السكان للعملية، علما أن العدادات داخل السكنات، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة عند ارتفاع درجات الحرارة نتيجة فساد ميكانيزم الاسترخاء بالعداد.