مثل مواطني باريس، استبدّ الذعر والرعب بالصحافة الفرنسية، فجاءت عناوينها الإخبارية، لنهار أمس السبت، مشبعة بلغة الحرب والمواجهة المسلحة، على خلفية الهجمات الإرهابية التي هزّت ليلة الجمعة ستّة مواقع في عاصمة الجنّ والملائكة، في حادثة غير مسبوقة لدى الفرنسيين منذ الحرب العالمية الثانية، لذا كانت مفردات "مجزرة"، "حرب"، "رعب".. هي أكثر الكلمات تداولا بين الصحف الفرنسية الصادرة عقب الهجمات الدامية التي أوقعت 120 قتيل على الأقل، فضلا عن أكثر من مائتي جريح. وبالإضافة إلى المتابعة الخبرية للعمليات الإرهابية التي تعد الأعنف في أوروبا منذ عام 2004، تسابقت الصحف الفرنسية إلى رصد زاويا مختلفة للهجمات التي لم تفق باريس من صدمتها بعد، لكن كبرى الصحف لم توجه أصابع الاتهام إلى جهة محددة، غير أن بعضها ربط بين الهجمات والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، ليتبنّى تنظيم "داعش"، أمس السبت، تنفيذ الهجمات، ويصدّق قراءات الإعلام الفرنسي، وهذا عرض لأهم ما جاء فيه: ليبيراسيون: عنونت الصحيفة اليسارية في عددها لنهار السبت "الحرب في عمق باريس". وتحدث مديرها، لوران جوفران، عما وصفه "بنقلة تاريخية للبربرية الإرهابية". وأضاف: "من غير المعقول عدم الربط بين هذه الهجمات الدموية والأحداث الجارية في الشرق الأوسط.. فرنسا تؤدي دورها ويجب أن تواصل في أداء مهامها دون هوادة". لوفيغارو: أما الصحيفة ذات التوجه اليميني، لوفيغارو، فقد تحدثت عن هجمات كانت متوقعة من طرف السلطات الفرنسية. وقالت إن المتخصصين في "الإرهاب" كانوا يتوقعون مثل هذه الهجمات الضخمة في فرنسا، وأكدوا أن الوحدات الخاصة كانت تستعد لمواجهتها. ونقلت الصحيفة تصريحا سابقا للقاضي السابق في قضايا الإرهاب، مارك ترفيديك، أكد فيه أنه يرى أن الأيام القادمة ستكون الأصعب. وقال إن مسلحي تنظيم الدولة لهم الرغبة ولديهم الإمكانات اللازمة لشن هجمات كبيرة في فرنسا لا تقارن بما شهدته البلاد في السابق. لوموند: من جهتها، نقلت الصحيفة المسائية، لوموند، رواية عدد من شهود العيان، وذكرت على لسان الصحفي جوليان بيارس، الذي كان حاضرا في مسرح باتاكلان، أن مهاجمين أو ثلاثة اقتحموا الموقع وأطلقوا نيرانهم لمدة قاربت العشر دقائق باتجاه الجمهور الذي كان يحضر حفلة لفرقة روك أميركية. وأكد شاهد آخر أن الناجين من الهجوم الذي أوقع العدد الأكبر من الضحايا اضطروا إلى السير فوق الجثث المتكدسة في طريق خروجهم من مبنى المسرح الذي داهمته قوات الأمن. لوباريزيان: أما الصحيفة الباريسية فقد كتبت "باسم شهداء الأمس (الجمعة) والضحايا الأبرياء وباسم الجمهورية، فرنسا ستبقى موحدة وستواجه". لاريبوبليك دي بيريني: بينما قالت صحيفة لاريبوبليك دي بيريني في صفحتها الأولى: "كنا شارلي وسنكون باريس"، في إشارة إلى شعار موجة التضامن مع صحيفة "شارلي إيبدو" الهزلية بعدما استهدفها إرهابيان هاجما مقرها في 7 يناير 2015 وقتلا 5 من رساميها. أست ريبوبليكان: بينما اعتبرت صحيفة أست ريبوبليكان أن فرنسا باتت "في حالة حرب دائمة ضد الإرهاب"، اختارت صحيفة ليكيب الرياضية "الرعب" كلمة وحيدة لتتصدر صفحتها الأولى ذات الخلفية السوداء، ذلك أن الهجمات بدأت من ملعب فرنسا الذي كان يشهد لقاء وديا في كرة القدم بين فرنساوألمانيا. لو باريزيان أوجوردوي آن فرانس: اختارت العنوان التالي "هذه المرة إنها الحرب". لا شارانت ليبر: في حين رأت الصحيفة المحلية أن ضحايا اعتداءات الجمعة هم الشاهد الفظيع الذي لا يحتمل على حرب عالمية، تتحول فرنسا رغم إرادتها، إلى إحدى ساحات معاركها الرئيسية. ليست ريبوبليكان: بينما أوردت صحيفة ليست ريبوبليكان أن الخطر الإرهابي بات متجذرا على الأرض الفرنسية، مضيفة: "بالتالي فهو يضعنا في حالة حرب دائمة". ليكيب الرياضية: من جهتها، عنونت الصحيفة المختصة في أخبار الرياضة ب"الفظاعة"، على خلفية سوداء استهدفت إحدى الهجمات على ملعب إستاد "دو فرانس"، حيث كانت تجرى مباراة كرة قدم ودية بين منتخبي "ألمانيا" و"فرنسا". سود أويست: كتبت "علينا في الوقت الحاضر الوقوف صفا واحدا"، وهذا ما أجمعت عليه الصحافة برمتها.