عاد مشكل البطالة ليطفو على السطح مجددا، خلال الأيام الأخيرة بمدنية جانت في إيليزي، بعد أشهر طويلة من استقرار أوضاع فئة البطالين. وعادت مظاهر الاحتجاج المرتبطة بالتشغيل في المؤسسات والشركات البترولية، لتشعل الشارع مجددا، أين سجلت المدينة احتجاجات أمام مقر الدائرة وغلق للطريق العمومي بذات المنطقة، وقبل ذلك غلق الطريق الوطني رقم 3أ المتجه نحو المناطق الحدودية، لمنع مركبات تابعة لشركات الأشغال في الآبار العاملة في الحقل البترولي من المرور، ولاحقا اقتحام مقر الوكالة المحلية للتشغيل، وغلقها لمدة تجاوزت العشرة أيام، رغم أن إدارة الوكالة نفت وجود مناصب عمل في الشركة المذكورة، أمام هذا الوضع المشحون لا تزال التدابير المتخذة من طرف الأجهزة المكلفة بالتشغيل، عاجزة عن القضاء على مشكل غياب فرص التشغيل لجميع المسجلين على مستوى وكالات التشغيل، لكن من جهة أخرى تسجل وكالة التشغيل بالمدينة الكثير من عروض العمل المقدمة من طرف بعض المؤسسات والشركات، غير أن تلبيتها ظل مؤجلا بسبب رفض الشباب العمل في بعض الورشات والمناصب المقدمة، على غرار مناصب العمل التي فتحت من طرف شركة تركية، تحوز على مشروع ضخم يخص انجاز مرفق تابع لإحدى الهيئات النظامية بالمدينة، فضلا عن مناصب وعروض قدمتها مؤسسات خاصة، غير أن البطالين يرفضون العمل في هذه الشركات، مفضلين البحث عن العمل في الشركات البترولية، خاصة في مناصب أعوان الأمن أو بعض الوظائف "الناعمة". ... البطالون يستنكرون الشروط التعجيزية يكشف عدد معتبر من شريحة البطالين عن شروط تعجيزية تفرضها بعض الشركات والمؤسسات، خاصة العاملة في الحقل البترولي، على شاكلة اشتراط إتقان اللغات الأجنبية بالنسبة لبعض المهن، خاصة بالنسبة للحراس والسائقين وبعض الأشغال الخاصة بالعمال المهنيين التي لا تتطلب، حسب البطالين، أي تأهيل أو مستوى تعليمي، بالإضافة إلى اشتراط مدة من الخبرة المهنية لشباب قادمين من عالم البطالة، حيث تصف فئة البطالين كل هذه الشروط والحجج بالوهمية وغير المقنعة، لإبعادهم عن مناصب العمل المتاحة والتلاعب فيها فيما بعد، خاصة وأن أغلب المرشحين للعمل لا يحوزون على أي مؤهلات علمية أو مؤهلات ناجمة عن تكوين مهني، الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام التوظيف المباشر الذي يخضع، حسب البطالين، إلى أساليب المحاباة والطرق الملتوية، وهو ما جعل نفس المشاكل من الاحتجاجات متكررة وقائمة، ودون حل، لكن يبقى للإدارة رأي مختلف بالنسبة للبطالين الذين لا يحوزون أي مؤهلات، كون الكثير من المناصب والعروض تبقى في انتظار من يشغلها، بسبب رفض البطلين شغلها، لكن بقاء ظاهر اختيار مناصب أو قطاعات دون أخرى وشركات دون أخرى ضمن أهم أسباب الوضع القائم وسط البطالين، حيث تعتبر نسبة البطالة بولاية إيليزي، حسب الأرقام الرسمية متواضعة وفي حدود 10 بالمائة، ورغم ذلك كان الشارع ولا يزال متحركا من طرف البطالين.