"الحاجة أمّ الاختراع".. هذه المقولة تنطبق تماما على سكان بلدية كركرة، غرب ولاية سكيكدة. فبعد أن ملوا من وعود مختلف المجالس البلدية والولائية المتعاقبة، قرر السكان، خاصة منهم القاطنين بالضفة المقابلة للمقبرة، حلّ مشاكلهم بأنفسهم. فالسكان ما انفكوا يطالبون المسؤولين منذ مدة طويلة بإنشاء جسر لعبور وادي قبلي لدفن موتاهم بالمقابر، الواقعة في الضفة الأخرى، لكن حلمهم لم ير النور. وعندما فقدوا الأمل في تحقيق حلمهم لجؤوا إلى اختراع فريد من نوعه، عبارة عن جسر بمقطورات الجرارات لعبور وادي قبلي. وذلك لدفن موتاهم بالمقابر، الواقعة في الضفة الأخرى من الوادي، 3 منها مخصصة لدفن الموتى الكبار، وهي مقبرة عثامن، والمقبرتان الجديدة والقديمة، ومقبرة واحدة لدفن الأطفال، هي مقبرة لقياقب، مما يجعل حياتهم معرضة للخطر نتيجة غياب جسر يعبرون عليه، خاصة في فصل الشتاء عندما يفيض الوادي ويصبح من الصعب اجتيازه.
وعبّر السكان ل "الشروق اليومي"، عن استيائهم الشديد من هذا الوضع المزري الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، وتماطل المسؤولين المتعاقبين على البلدية في إنشاء جسر يخلصهم من متاعب ومخاطر عبور الوادي للوصول إلى المقابر المذكورة لدفن موتاهم، حيث يستعينون بالجرارات لإنشاء الجسر وكذلك حمل الميت عبر مقطورة الجرار، ونقل النساء، صباح الجمعة، إلى الضفة الأخرى. وهي وسائل قد لا تكون متاحة في بعض الأحيان، خاصة إذا كان أهل الميت من المعوزين، حيث يضطرون إلى عبور الوادي راجلين أو فوق ظهور الحمير، الأمر الذي يتطلب تدخل السلطات الولائية لتخصيص مشروع إنجاز جسر صغير عبر هذا الوادي يساعدهم في دفن موتاهم وحمايتهم من هذا الخطر الذي يحدق بهم. وفي اتصالنا برئيس بلدية كركرة، السيد زويتن سعد، أقر بمعاناة السكان وقال إنه يعاني مثلهم، وطمأنهم بأن مديرية الأشغال العمومية لولاية سكيكدة أشرفت على الانتهاء من دراسة لمشروع الطريق الاجتنابي الواقع عند مدخل البلدية لإنشاء جسر كبير وتعبيد الطريق الرابط بين السكان القاطنين بالضفة الواقعة عبر الطريق الوطني رقم 85 الرابط بين القل وولاية قسنطينة، والضفة الأخرى المعاكسة المؤدية إلى مقابرهم وحتى حقولهم الفلاحية والأشغال ستنطلق قريبا ومن شأنها أن تنهي معاناتهم.