وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رأس وفد رفيع المستوى الدوحة، مساء الثلاثاء، في زيارة رسمية تستغرق يومين، تلبية لدعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتكتسب الزيارة بحسب صحيفة العربي الجديد أهمية كبيرة، لما سينتج عنها من اتفاقيات ثنائية بين الدوحةوأنقرة، وما تحمله من رسائل إلى المنطقة والإقليم، خاصة إذا صحت المعلومات، عن زيارات مرتقبة، أيضاً، للرئيس التركي إلى السعودية والكويت. ويعتبر كثيرون أن الخليج بات أقرب لأنقرة وأن الفرصة أصبحت سانحة في أكثر من مجال لترسيخ التحالف الخليجي-التركي على ضوء التوتر التركي-الروسي بعد إسقاط المقاتلة الروسية التي اخترقت الأجواء التركية. وهو ما قد ينعكس لمصلحة تركيا لتعويض خسارتها المحتملة لنحو ثلاثة ملايين سائح روسي، والحصول على بدائل نفطية أيضاً، لتعويض الإيقاف المحتمل لوصول الغاز الروسي إلى تركيا. ويتوقع أن يزداد التعاون بين البلدين، على ضوء هذه الزيارة، خصوصاً في مجالات الطاقة والغاز، إذ يرتقب أن يعلن عن اتفاقية جديدة بين قطروتركيا في هذا الشأن. وتسعى الأخيرة إلى زيادة وتنويع مصادر الطاقة لديها، وترى في دول الخليج، حليفاً طبيعياً لها، وبديلاً ممكناً كمصدر للطاقة، في ظل التحديات التي تواجهها أنقرة، خصوصاً على صعيد علاقتها المتوترة مع موسكو. وتمتلك قطر احتياطياً من الغاز الطبيعي يبلغ 885 تريليون متر مكعب، إذ تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث تصدير الغاز الطبيعي المسال. ويتوقع أن يعقد اليوم في الدوحة، الاجتماع الأول، للجنة الإستراتيجية العليا القطرية-التركية، على مستوى زعيمي البلدين، وسيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون في مجالات مختلفة، سياسية واقتصادية وثقافية، وعسكرية، تطبيقاً لمذكرة التفاهم التي وقعت خلال، زيارة أمير قطر إلى أنقرة في ديسمبر من العام الماضي، والتي تم بموجبها إنشاء اللجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين، والتوقيع على اتفاقية تعاون عسكري في مجالات التدريب والصناعة الدفاعية، إذ تتيح الاتفاقية، تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة. كما سيوقع البلدان، اليوم، اتفاقيات في المجال الأمني وتدريب قوات الأمن الداخلي، إضافة إلى عدد من مذكرات التفاهم، تتعلق بالتعاون الاقتصادي والمالي والمصرفي بين البلدين إلى جانب التعليم والتعاون الثقافي والإعلامي. وترددت معلومات عن نية أردوغان زيارة الرياض، والكويت، بعد ختام زيارته إلى الدوحة، ويتوقع أن يعمل مع الحلفاء الخليجيين على توحيد المعارضة السورية، استعداداً لمرحلة جديدة في سوريا، تبدأ في جانفي المقبل، كان سبق وأعلن عنها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بعد لقائه في بروكسل، دول الإتحاد الأوروبي. وتستضيف الرياض في الحادي عشر من شهر ديسمبر الجاري، اجتماعاً بهذا الخصوص، بناء على نتائج اجتماعات فيينا، حول الأزمة السورية الشهر الماضي. وتشترك قطروتركيا والسعودية في الموقف من الحرب السورية، إذ تقدم جميعها دعماً للمعارضة السورية المسلحة التي تهدف إلى إسقاط نظام بشار الأسد، وترفض إشراك الأسد في أي حل سياسي مقبل. ويرافق أردوغان في زيارته إلى قطر، عقيلته أمينة، ووزراء الاقتصاد مصطفى إيليطاش، والطاقة والموارد الطبيعية برات ألبيراق، والداخلية أفكان آلا، والثقافة والسياحة ماهر أونال، والمالية ناجي أغبال، والتعليم نابي أوجي، والدفاع عصمت يلماز، والمواصلات والملاحة البحرية بن علي يلدريم، والبيئة والتخطيط العمراني فاطمة غلدمات صاري. وتعد هذه الزيارة الثانية للرئيس التركي لقطر ( بعد توليه الرئاسة)، بعد الزيارة التي قام بها للدوحة يومي 14 و15 سبتمبر 2014، وكانت الزيارة الأولى له لدولة عربية، منذ تسلمه رئاسة الجمهورية في 28 أوت 2014. وخلال العام الجاري، قام أمير قطر بثلاث زيارات إلى تركيا جرى خلالها بحث تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة آخر مستجدات الوضع في سوريا والعراق واليمن وفلسطين. إلى ذلك كشف الأمين العام لمجلس العلاقات العربية الدولية محمد جاسم الصقر أهمية تطوير العلاقات العربية-التركية، باعتبارها دولة أساسية ومهمة في المنطقة، مبيناً أن المجلس فوض نائب الرئيس العراقي السابق إياد علاوي بإجراء اتصالات مع الجانب التركي لتشكيل وفد للتواصل معهم. وبين الصقر، في تصريح للصحافيين، على هامش اجتماع مجلس العلاقات العربية الدولية، الثلاثاء، وجود ورقة عمل سيقدمها المجلس، حيث تم تفويضه بانتقاء أحد المفكرين العرب أو الأجانب لوضع دراسة حول مستقبل العلاقات العربية مع تركيا وإيران.