وأخيرا، نجحت، وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، في تمرير ميثاق "النظام التربوي" ، بعد 17 شهرا من التفاوض سرا و علنا مع الشركاء الاجتماعيين، أين بلغ بها الحد إلى "مقايضة" المكتسبات التي حققتها حكومة سلال بالتوقيع على الميثاق، وهو ما اعتبره خبراء التربية أنه تصرف "غير أخلاقي"..في وقت تحولت وللأسف بعض النقابات في عهد بن غبريط من مدافعة عن حقوق الموظفين إلى "التسابق" من أجل الظفر بصورة "تذكارية" معها. وعليه فالسؤال المطروح إذا كان الميثاق مجرد "عمل تطوعي" غير إلزامي، رغم أن فحواه "قوانين" ملزمة، فلماذا كل هذه "البهرجة"؟ . ورغم، أن المسؤولة الأولى عن القطاع، قد اعترفت بأنها قد وجدت صعوبة في إقناع نقابات التربية الوطنية، للتوقيع على ميثاق "النظام التربوي"، الذي طرحته لأول مرة للميدان في ال8 ديسمبر 2014، إلا أنها في آخر المطاف، تمكنت من تمريره بعدما نجحت في جلب ثماني نقابات لصفها، وحصلت بذلك على توقيعهم بتاريخ ال29 نوفمبر الماضي، خاصة في الوقت الذي قامت باللجوء إلى "مقايضة" المكتسبات المحققة من قبل حكومة عبد المالك سلال، خاصة ما تعلق بملف الآيلين للزوال، بالإمضاء على التوقيع الذي تغيرت تسميته من "ميثاق أخلاقيات المهنة" إلى "ميثاق النظام التربوي"، وهو التصرف الذي اعتبره خبراء في التربية "بغير الأخلاقي" ووصفته بالانحراف الخطير عن العمل النقابي الحقيقي، كما اعتبرته أيضا بمثابة إعلان عن تهمة صريحة بأن الأنظمة التربوية التي اعتمدتها الدولة لم تول اهتماما للأخلاق . كما، انتقد الخبراء، بشدة "الميثاق" من حيث المبدأ، على اعتبار أنه من المفروض ألا يصنع من قبل النقابات، وإنما لا بد أن يوضع من قبل الأشخاص الذين يلتزمون به وببنوده، وهم الأساتذة على وجه الخصوص، لأنهم هم من يحددون "الإلزامية"، على اعتبار أنه مبني على قوانين الجمهورية، وهي قوانين تعد "ملزمة" تضمنت حقوقا وواجبات، لكن الغريب في الأمر أن الوزيرة بالمقابل تخرج لتصرح بأنه مجرد "عمل تطوعي"، فلماذا كل هذه "البهرجة"؟ ومن جانب آخر، صرح نفس الخبراء بأنه وللأسف قد تحولت بعض نقابات التربية المعتمدة في عهدة الوزيرة بن غبريط، من حماية الموظفين والدفاع عنهم إلى "التسابق" و"التهافت" للظفر بصورة "تذكارية" مع الوزيرة.
3 أسئلة إلى عضو "الكلا" زوبير روينة: وزارة التربية اشترت هدوء النقابات.. بالميثاق +عدم إمضائكم على ميثاق أخلاقيات المهنة، هل عزلكم كنقابة في ظل إمضاء بقية الشركاء، وكيف سيتم تفاعلكم مستقبلا مع النقابات؟ ++ نحن نريد استقرار القطاع والوصول لمدرسة عمومية ذات نوعية، ونحن مع أخلاقيات المهنة ولكن من مكاننا كنقابيين، وهو عكس ما جاء به الميثاق، الذي يريد للشريك الاجتماعي الذوبان في الوصاية، وهو ما سيلغي الحركية في القطاع. وعلاقتنا ستكون تكاملية مع شركائنا في النضال، حتى ولو لم نمض، وسنوحد حركاتنا الاحتجاجية إن وُجدت مستقبلا. + أفادت مصادر أن المسودة الأولى لميثاق أخلاقيات المهنة، ألغت مادة متعلقة بمنع الإضرابات، فهل الأمر عائد لقوة النقابات أم لين من الوصاية؟ ++ الوصاية لا تملك الحق لتمنعنا من الإضراب، هو حقنا الدستوري، وهو ما يجعلني أؤكد أن للميثاق خلفيات سياسية، فالسلطة تريد شراء هدوء النقابات ومنه السلم الاجتماعي خوفا من ردود أفعال المجتمع حول مشروع قانون المالية 2016، وما يتبعه من انخفاض مستوى المعيشة، ومع تطبيق قانون المالية، لن يحمل القانون الخاص للأستاذ أي ضمانات, + اتهامات تفيد بأن المناصب المخصصة للأيلين للزوال في المحضر المشترك، تم التلاعب بها في بعض مديريات التربية، ما صحة الخبر؟ وهل سيدفعكم للاحتجاج مستقبلا؟ ++ هذا وارد في ظل غياب الرقمنة بالقطاع، إذ يمكن التلاعب حتى في مسابقات التربية، طالبنا بالرقمنة والوزيرة وعدتنا ونحن ننتظر. وبخصوص أي حركة احتجاجية مستقبلية، سنعقد مجلسنا الوطني في ديسمبر لمناقشة الأوضاع. ومجرد الإمضاء على ميثاق أخلاقيات المهنة لا يضمن الاستقرار,
خبر ليس للنشر علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، قد أحالت مدير التعليم الثانوي العام والتقني، عبد القادر ميسوم، على التقاعد، ونصبت بدله مدير محو الأمية بولاية سطيف آيت قاسي الطيب، هذا الأخير الذي عين منذ شهرين فقط كمدير فرعي للتعليم الثانوي العام والتقني، وخلال هذه الفترة الوجيزة استفاد من 3 مهمات خارج الوطن وتحديدا إلى فرنسا وانجلترا... وأفادت نفس المصادر، أن عبد القادر ميسوم، قد اشتغل عدة سنوات مع الوزير الأسبق، أبو بكر بن بزيد، بحيث تقلد عدة مناصب من أستاذ، مدير ثانوية، مفتش إدارة إلى مدير للتعليم الثانوي، في وقت يشهد له بالكفاءة في مجال تخصصه وكذا في اللغتين العربية والفرنسية.
تحت المجهر الأساتذة الجدد..شهران بعد التوظيف.."الضرب" وسيلتهم الوحيدة في عملية تقييمية للأساتذة الجدد بعد شهرين من تعيينهم، تبين في الميدان أنهم يرفضون ارتداء المآزر، في ظل عدم متابعة المديرين لهم، كما اتضح بأن أغلبهم يلجؤون إلى "الضرب" كوسيلة للتحكم في تلاميذتهم، بحيث تؤكد الإحصائيات بأن عملية الضرب قد انتشرت بصفة مذهلة منذ شهر سبتمبر وإلى غاية اليوم، أين تم تسجيل أكثر من 376 حالة ضرب على المستوى الوطني في شكلين فالشكل الأول يتعلق بتعنيف الأساتذة للتلاميذ بسبب عدم قدرتهم على التحكم في تلاميذتهم، والشكل الثاني تعنيف التلاميذ لبعضهم البعض. مشكلة وحل ولي يسأل عن ابنه يدرس في السنة ثانية ثانوي بثانوية الإدريسي بساحة أول ماي بالجزائر، قد تعرض لحادث أدى إلى إصابته بكسر على مستوى اليد اليمنى، مما يستحيل عليه اجتياز اختبارات الفصل الأول، وهو الحادث الذي وقع له ليلة الاختبار، ولما تقدم الولي لمدير الثانوية للاستفسار عن وضعية ابنه، أعلمه المدير بأنه يتحمل لوحده المسؤولية وسيتم تنقيطه بالعلامة صفر. في رد عن المشكلة، أجابنا المختص التربوي بأن مدير الثانوية على خطأ، لأن التلميذ المتمدرس من حقه اجتياز الاختبار ولا يمكن منح نقطة صفر إلا بتقرر مكتوب من الأستاذ الحارس في الامتحان الرسمي كالبكالوريا، شهادة التعليم المتوسط وشهادة الابتدائي، والأستاذ الحارس وأستاذ المادة في الامتحانات والمستويات الأخرى، وعليه لابد من إتباع الإجراءات القانونية التالية، بحيث يستلزم أولا وضع وثيقة طبية تثبت وضعية التلميذ الصحية "يحبذ تأشيرها من طبيب الصحة المدرسية" كما يخضع التلميذ إلى فرصة الكتابة له من طرف أستاذ آخر في حالة قبول الفكرة بحكم أن الجانب النفسي للتلميذ يضمن له حمايته خلال هذه الفترة وفي حالة عدم تمكنه من التواجد خلال فترة الامتحان مما يستحيل اجتازه في الفترة المحددة وفق المنشور المحدد لرزنامة الاختبارات الفصلية، وعليه فإن المدير ملزم بعقد "مجلس استثنائي" يضم أساتذة المادة للقسم ويتم عرض الموضوع على المجلس مع تدوين تقرير خلال الجلسة ويتم الاحتكام إلى رأي المجلس الذي يعد السيد، والذي يكون من الناحية القانونية، فإنه يتم السماح للتلميذ بإعادة الاختبارات بصفة انفرادية وفي هذه الحالة ولي التلميذ مطالب برفع تقديم شكوى لمديرية التربية جهة الاختصاص لضمان حق ابنه في اجتياز الاختبار.
عين على مدرسة "مطمورة" تهدّد تلاميذ ابتدائية "السلام" ببجاية يواجه تلاميذ ابتدائية "السلام" بحي "إغيل اوعزوق"، بوسط مدينة بجاية، تهديدات حقيقة، مرتبطة بالسقوط والوقوع في الحفر العميقة بساحة المدرسة، و التي أحدثتها إحدى مؤسسات الإنجاز المكلفة بتشييد مطعم بالمؤسسة ،حيث عبر أولياء التلاميذ والأساتذة عن تخوفهم الكبير من الوضع المسجل بالمؤسسة التربوية ،منذ الدخول المدرسي، أين تخلت المؤسسة المكلفة بالمشروع عن التزامها وأهملت الورشة، بعد عملية الحفر العميقة التي شهدتها ساحة المؤسسة، مؤكدين تخوفهم الشديد من لعب وتدافع التلاميذ، على مستوى ساحة المدرسة، التي تحولت إلى ورشة مفتوحة على الهواء الطلق، داعين السلطات المختصة الممثلة في مصالح بلدية بجاية، إلى التدخل لغلق الحفرة مع اتخاذ كل الإجراءات الوقائية في الميدان، والتي من شأنها ضمان سلامة التلاميذ. نفس الوضع تعرفه ابتدائية "الإخوة سوماري" بالمدينة التي يواجه التلاميذ أيضا، خطر الانهيارات المسجلة بفعل الحفر العميقة المنجزة بالساحة، جراء التأخر في الانطلاق في إنجاز مشروع أقسام تعويضية ومطعم، مما دفع بالأولياء، إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة، خاصة خلال فصل الشتاء
للمعلم ستون مسؤولا... فمن المُعلّم!! يقول الخبير التربوي، عطاء الله دوجان "إن المعلم الذي يمارس مهنة التعليم، هو الشخص الأول في المؤسسة التربوية، أما بقية العاملين فهم أعوان للمعلم، مهما كانت وظائفهم من مديرين وفنيين ومسؤولين كبار، لذا إذا أردنا للتعليم أن ينهض فلننهض بالمعلم من جميع الجوانب، وألاّ يعلو على مكانته أحد، فوظيفته هي أرقى وظيفة في مؤسسة التعليم". هذه النظرة الحقيقية والدقيقة جدا، لوظيفة المعلم نقطة البداية للنهوض بالعملية التربوية برُمتها، والذين مارسوا الفعل التربوي بين جدران الأقسام، يدركون هذا الطرح جيدا. والمسؤولون المباشرون للمعلم يدركون ذلك أيضا، والعلّة كلها تكمن في مفهوم الوزارة والذين ينظرون إلى التربية، ربما كانت في عهود قديمة أين كان التعليم بدائيا لم يتأثر بالإفرازات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة، التي رافقت التطورات التكنولوجية، وربما كان وقتها يكفي القليل من الجهد لبعث نهضة متواضعة تسمح بالخروج من أمية الكتابة والقراءة. نقول هذا الكلام، لا للتقليل من جهود الأولين الذين أسسوا في زمن الحرمان منظومة سدّت الكثير من العجز الذي كان يحتاجه المجتمع، ولكن يجب أن نعترف أيضا أن الرّهان في زمنهم لم يكن نفس الرهان في زماننا هذا، والذي صار يتطلب إمكانات هائلة وقدرات فكرية وعلمية كبيرة، لمواكبة كل هذا التطور في العالم. وعلى هذا الأساس لم يعد من المقبول بتاتا أن تقود العربات قاطرة القطار، هذه العربات المحملة بأنفَس الزاد، كان يجدر بها أن تكون خلف القاطرة، وإلا انحرف الجميع عن المسار الصحيح. ذلك هو وضع الجهاز الذي أُعد لخدمة المعلم، من مديريات ومفتشيات ومصالح ودواوين وزارية، والتي كان ينبغي أن تكون جميعها في خدمة هذا الرجل الذي ينشئ بفكره ويديه عقولا حيّة واعية وفعالة، هي عصارة جهده اليومي والذي لا ينقطع ليلا ونهارا، هذه الأجيال هي أمل الأمة التي تنشدها بكل شوق ولهفة. ألا ينبغي أن يحاط هذا المعلم بكل العناية والرعاية من جميع المسؤولين مهما كانت درجاتهم؟ الحقيقة المُرّة أن العملية مقلوبة منذ زمن ونتنادى كل عام عن هذا الفشل، ونلطم وجوهنا عن هذا الضياع في الأخلاق، وعن هذه الظواهر الغريبة التي غزت مؤسساتنا، ثم نعود بخُفي حنين والمسؤولية على ذمة مجهول!!؟ عودتنا إلى تصحيح المفاهيم في السلم القيمي للتربية، كفيلة بأن تحقق الإنجاز والطموح الذي تنشده الأمة، فلا يجوز أن نضع المعلم موضع الخادم لأسياده المسؤولين، ترتعد فرائسه مع كل زيارة، خوفا من بطشهم بمصيره وشطب مستقبله، هؤلاء المسؤولون المنتفخون بمحافظ جوفاء، أغلبهم يفرض نفسه بقوة القانون بين يديه، فيُملي على هذا المعلم المسكين ما شاء له أن يملي من توجيهات مبطنة بالتهديد والوعيد كان اصطياد الأخطاء عنوانها الأول، هذا هو الواقع المرير الذي يغزو مؤسساتنا التربوية.
طرائف ونوادر: سأل معلم تلميذا في القسم، ما اسمك؟ فأجاب: يوسف، فقال الأستاذ: أذن أقرأ لي سورة يوسف، وبعد انتهائه، توجه نحو تلميذ آخر: ما اسمك، فكّر التلميذ مطولا، ثم ردّ: إبراهيم يا أستاذ، ولكن ينادونني كوثر...!! حكم وأمثال: التعلم دون فكر عمل ضائع.. والفكر دون تعلم أمر خطر. .."مونفوشيوس"