الايطالية زينة كان عمرها 24 عاما، عندما قررت الرحيل نحو الجزائر، وبالضبط إلى مدينة عنابة، ذات يوم من أيام شهر رمضان الفضيل لعام 2006، أين كانت واحدة من اللواتي أعلنّ إسلامهن ليلة 27 من هذا الشهر العظيم، بمنزل خطيبها في ذلك الوقت زوجها الحالي. ومنذ تلك الليلة أصبحت »أنطونيلا« تحمل اسم »زينة«، ومنذ ذلك الوقت وهي تقرأ القرآن، تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، تقيم الصلاة، وتصوم رمضان، تزكي مالها وتتمنى الحج إلى بيت الله الحرام. * »زينة«، حاليا ،عمرها 26 سنة، تحضر لمناقشة أطروحة الدكتوراه في الاقتصاد بجامعة العاصمة روما الإيطالية، دردشت معها »الشروق« فاكتشفت أنها لم تحمل بإسلامها القرآن وفقط، بل حملت معه القليل من الأدب والثقافة العربية الجزائرية. عن دخولها لعالم الإسلام والمسلمين تقول: »وجدت نفسي في يوم من أيام شهر ماي 2006 أمام شاب من مدينة عنابة، كان يختلف أيّما اختلاف عمن حوله، ابتسامته البريئة فتحت قلبي، وجدت فيه أشياءً كنت أفتّش عنها، وأبرزها الإيمان بالله الذي كان يغمره، لم يتوانَ ولو للحظة عن الطواف بي في رحاب الإسلام، وكنت دائما أحسّ أن هناك شيء ما ينقصني، وعندما عرفت هذا الشخص الذي عرفني بالإسلام، تأكدت من أنه الشيء الذي كنت أفتش عنه، وجدت في الإسلام »السعادة، الصفاء، والبساطة«، البساطة في أن تكون إلى جانب الله، من دون وسيط، تسأله ما تريد وتحمده مباشرة على تلبية السؤال. وتضيف محدثتنا، أدركت ببساطة، أنه إذا أردت أن يحدثك الله فعليك بقراءة القرآن، وإذا أردت أن تكلمه أنت فعليك بالصلاة له. تقول »زينة«، الإسلام بالنسبة لي أكثر من دين إنه الهوية والثقة بالنفس، والإسلام واقعي وقريب إلى الإنسان أكثر من أي دين آخر، فيه الرحمة، الحب، التفاهم، وإعانة الآخر، كما فيه غضب الله وقوته والخوف منه. وتضيف، دين الإسلام دين الصراحة، تحدث عن الخير والشر، لذا فهو منزل للبشر وليس للملائكة. * عن أول مرة حملت فيها كتاب الله تقول »أنطونيلا«، ناداني القرآن فلبيت الدعوة، وعندما حملت كتاب الله لأول مرة أغمضت عيني، وفتحت الكتاب فإذا بي أقرأ سورة »العصر« التي هزّتني كثيرا، سورة العصر التي تتحدث عن الحق والصبر، وأدركت ساعتها أنهما شيئان مهمان في الحياة، إذ الحق أن تعرف إلهك معرفة بسيطة وحقيقية، تتكون من خلالها جميع أعمالك اليومية مع نفسك ومع المحيط ومع الناس، والصبر معناه أنه مهم جدا أن تنتظر فرج الله، مؤكدة أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يؤكد على وحدانية الله. بالنسبة لي تضيف اخترت الإسلام، فاختارتني حقيقة هذا الدين، الذي تأكدت من أنني لن أكون سعيدة من دونه، وكلما أحسست أنني مسلمة، كلما أحسست بالحرية في التفكير والتصرف، على عكس ما يروج له الغرب، الذين يقولون إن الإسلام لا يصلح للمرأة، بالرغم من أن أغلب الوافدين على الإسلام من الغرب نساء، ويقولون إن الإسلام انتشر بقوة السيف، والتاريخ إلى حد الساعة أثبت أنه اختيار عن قناعة لغالبية الشخصيات بالحضارة الغربية كما يزعمون. * * وختمت »زينة« حديثها معنا، بالقول إنها تعشق الجزائر، وتحلم بالحصول على الجنسية الجزائرية، كما أكدت أنها تتلذذ بأكل البوراك العنابي.