شهدت بلدية الدبداب الحدودية شمال ولاية إيليزي مساء الأحد، لمناوشات بين أفراد قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني، وبعض الشباب والمراهقين من جهة أخرى، بحيث لم تهدأ الأوضاع سوى بعد منتصف الليل، لتتجدد الاشتباكات صباح أمس، عند الساعة الحادية عشرة. وبدأت الأحداث بعد رشق موكب للدرك الوطني من قبل مجهولين، حوالي الساعة التاسعة ليلا قرب المسجد، بحيث قام قبلها أولئك المجهولون بإضرام النار بعجلات مطاطية عند مدخل المدينة، لتقوم بعدها قوات مكافحة الشغب التي قدمت إلى المدينة قبل أيام، بالتدخل لإيقاف المتسببين في الحادثة، فحدثت مواجهات بين الجانبين، بمحاذاة حي العمل، قبل أن تنتقل الاشتباكات إلى الحي العتيق ومنها إلى حي 105، أين استعملت الغاز المسيل للدموع لتفريق الشباب، الذين رشقوهم بالحجارة.
واستمرت المواجهات، حوالي ساعة بحي 105 ليستتب الهدوء الحذر بعد منتصف الليل، بحيث أكدت مصادر للشروق بأنه تم توقيف ثلاثة أشخاص بعد المطاردات عبر الأحياء، وفي صباح اليوم الموالي توجهت بعض عائلات الموقوفين إلى ثكنة الدرك الوطني للمطالبة بالإفراج عن أبنائها. وهو الأمر الذي لم يتم، لتتجدد بعدها المواجهات غير بعيد عن الثكنة، بحيث أكد شهود عيان للشروق بأن الشباب عاودوا رشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة، مع إضرام النار بالعجلات المطاطية، لتصل إلى وسط المدينة بالحي العتيق. وعن أسباب قيام المحتجين بإضرام النار بالعجلات المطاطية، فقد أكدت مصادر للشروق، بأنها بسبب العملية الشاملة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية المختلفة قبل أيام، على رأسها الجيش الشعبي و الدرك الوطني بلدية الدبداب، لوضع حد لنشاط المهربين التي أصبحت تثير القلق. بالموازاة مع ذلك، شرعت مساء أمس الأول قوات الدرك والجيش بمدينة الدبداب التابعة لإليزي، في عملية واسعة النطاق بحثا عن مطلوبين لدى قوات الأمن، وكشفت مصادر عن توقيف أربعة مركبات رباعية الدفع دخلت التراب الجزائري بطريقة غير شرعية وبدون وثائق،حيث تم حجز تلك المركبات، التي دخلت التراب الجزائري من الحدود مع ليبيا، فيما يجري البحث عن أخرى. وتكون قضية البحث عن تلك المركبات، بعد العديد من الحوادث الأمنية التي سجلت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، بينها حوادث استعمل فيها السلاح الناري، بينما كانت حوادث أخرى قد أدت إلى وفيات، على غرار آخر عملية ذهب ضحيتها احد شباب المدينة، والذي تم ذبحه والتنكيل بجثته والاستيلاء على مركبته من طرف مجهولين، بينما شهدت المدينة قبل ذلك وفاة ثلاثة شبان في المنطقة الحدودية رميا بالرصاص، كما سجلت فضلا عن ذلك مظاهر اختطاف كان أهمها اختطاف احد أعيان المدينة، قبل قرابة العامين والذي بقي مصيره مجهولا إلى اليوم، فيما لم تسلم المنطقة من عمليات الاستيلاء على مركبات كان آخرها مركبة رباعية الدفع تابعة لمصالح بريد الجزائر بإيليزي، وفي الإجمال، فإن الوضع الأمني بالمنطقة وكل تلك التراكمات، تكون وراء استنفار المصالح الأمنية خاصة التابعة للجيش، نحو ما يمكن اعتباره فرض النظام، الذي يبقى من مطالب سكان المدينة، في ظل التهديدات التي تتربص بهذه المنطقة الحدودية.