شاعت في المؤسسات التربوية بوهران ظاهرة غريبة أثارت استياء وغضب الأولياء، حيث لجأ الكثير من مديري المدارس والأساتذة إلى إجبار التلاميذ على دفع مستحقات النظافة والطلاء والتزيين، وبلغ الأمر أخطر من ذلك حين أرغم التلاميذ على دفع أجور بعض الأساتذة المستخلفين والمنظفات ما أثار جدلا واسعا وسط الأساتذة الذين طالبوا بإيفاد لجنة تحقيق وزارية. تلاميذ يجبرون على شراء ستائر للأقسام وتسديد مستحقات الطلاء أول حالة ضبطناها كانت بابتدائية كائنة بحي بن سينا بوهران، حيث أكد عشرات الأولياء أن إدارة المؤسسة طلبت من تلاميذها أن يتطوعوا لتزيين الأقسام والبداية كانت بجلب مبلغ 200 دينار بهدف شراء ستائر جديدة، رغم أن مستوى المعيشة بذلك الحي جد منخفض، بدليل أن الكثير من العائلات تقطن بنايات هشة، وتنتظر بين الفينة والأخرى ترحيلها إلى سكنات آمنة قبل الموت ردما، ما صعب من مهمة ضمان المبلغ المعلن عنه، بينما هناك من جهز المبلغ خوفا من تعرض ابنه لمضايقات وكأن الأمر يتعلق ببرنامج بالمقرر أو واجب مدرسي تمنح لأجله النقاط. قصة مماثلة وقعت قبل أسابيع بإحدى المؤسسات التربوية بعين الترك وأثارت ضجة كبيرة وسط الأولياء، حين طلب منهم جلب مبلغ 1000دينار لدهن جدران المؤسسة، وهو الأمر الذي خلّف حالة من السخط والغضب لدى الأولياء الذين رفضوا الانصياع لتلك الحملة مؤكدين أنها ليست من صلاحيتهم أن ينوبوا عن مصالح البلدية، لأنهم منشغلون بتوفير المتطلبات الباهظة لأبنائهم وتوفير الأدوات المدرسية وضروريات أخرى، ولا يمكنهم إنفاق مصاريف إضافية لأجل دهن الاقسام.
مدارس تجبر التلاميذ على نسخ مواضيع الاختبارات ولم تنته معاناة الأولياء عند حدود التكفل بأشغال البناء والتهيئة، بل تعدتها إلى توفير أموال نسخ المواضيع الخاصة بالاختبارات رغم أن هناك ديوان قائم بذاته يعنى بتوفير الإمكانات المادية الخاصة بالمسابقات والامتحانات، فهل يعقل يقول الأولياء أن يدفع التلميذ سعر ورقة الاختبار الذي يجريه مرة واحدة كل فصل دراسي، دون التحدث عن نسخ البحوث والمشاريع التي يلزمهم المعلمون على إنجازها.
مدرسة تطلب من الأولياء تسديد مستحقات شهرية لجلب أستاذ رياضة ومن بين الشهادات الحية التي رصدناها من بعض الأولياء قصة غريبة وقعت بإحدى المؤسسات التربوية الكائنة بوسط مدينة وهران حين طلبت الإدارة من الأولياء ضمان أجرة شهرية تمكنهم من جلب أستاذ رياضة حتى يقدم للتلاميذ حصصا في التربية البدنية مرة كل أسبوع، وحجة الإدارة في ذلك أن هذه الممارسات الرياضية ستفيد أبناءهم لأن الممرن محترف ويمكنه من تحقيق نتائج طيبة في وقت قياسي أفضل من أن تمنح المهمة لمعلمات لا يفقهن في الرياضة سوى الاسم.
مديرة تخيّر الأولياء بين جلب منظفة أو التحوّل لعمال نظافة بإيسطو وإذا كان الحال بهذه المدرسة إلزام الأولياء بدفع مستحقات أستاذ رياضة فإن ما وقع بمؤسسة تربوية متواجدة بحي 1063 سكن بعدل بوهران، مبالغ فيه، لأن المديرة طلبت من الأولياء دفع مستحقات جلب عاملة نظافة أو التطوّع بأنفسهم لتطهير المراحيض والساحة، بعد أن وجدت الإدارة نفسها من دون عاملة نظافة لأكثر من شهرين، وهي المعطيات التي جعلت الأولياء ينصاعون لطلب المديرة وينظموا حملة تطوعية لتنظيف المؤسسة التي يدرس فيها فلذات أبنائهم مرغمين حتى لا يمسهم الضرر بالنظر للأوساخ والروائح النتنة التي كانت تصدر من المراحيض.