صور حية لموقع التفجير الارهابي بدلس/ تصوير حميدة غزال الخارج من ولاية بومرادس ليس كالداخل إليها، ففي كل مكان تقريبا تنتشر نقاط تفتيش سواء للأمن والدرك أو للجيش الذي نصب موقعا عسكريا عبر أهم مداخل المناطق التي تعرف نشاطا اجراميا ويعتقد أنها قواعد خلفية لما يسمى "بالجماعة السلفية للدعوة والقتال"، أنها تشكل نقاط تحرك لهذا التنظيم الإرهابي. * * تعبئة دائمة للقوات المشتركة تأمينا للممتلكات وحياة المواطنين * * تحولت مناطق سيدي داود، بغلية، دلس، أولاد عيسى، بن شود، بولاية بومرداس إلى ما يشبه "ساحة حرب"، حيث تنتشر عبر أهم مداخلها نقاط تفتيش عسكرية أو للدرك الوطني، تعززت قبل حلول شهر رمضان لضمان التغطية الأمنية بالمنطقة التي تعتبر أحد أهم معاقل "الجماعة السلفية"، أما أن تدخل هذه المنطقة ليلا فذلك يعتبر مغامرة حقيقية، وتحد كبير لأي شخص يريد الوصول إلى هذه المنطقة الخطيرة جدا. * * عربة مشبوهة تحدث حالة استنفار * * "فيما يخصني سأمر من هذا الطريق، لأن ذلك يدخل في مهامي، أما انتم فلكم أن تقرروا".. الكلام هذا لأحد أعوان الدرك الذي التقينا به بمدخل منطقة أولاد عيسى، وكان ردا عن سؤالنا عما إذا كان بإمكاننا المرور من الطريق الذي توقفت فيه عربة مشبوهة متوقفة على حافة الطريق الرابط بين أولاد عيسى ودلس، وقد بقينا نتشاور فيما بيننا، أي المصور والسائق لعدة دقائق، قبل أن نغير من مسارنا نحو موقع التفجير الإرهابي الذي استهدف موقعا عسكريا ب "تاقداميت". * وقبل ذلك سألنا هذا الدركي عن سبب توقف العربة بهذا المكان، رد علينا بأنها عربة مشبوهة، وهي متوقفة منذ ساعتين من الزمن، وحينها كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف صباحا، كما أوضح لنا الدركي بأنه تم إخطار المصالح المعنية بهذا الأمر، وينتظر قدوم فرقة عسكرية للتحقيق في ذلك. * واصلنا سيرنا نحو دلس وفضلنا التوجه إليها عبر منطقة سيدي داود بالرغم من بعد المسافة والممهلات الكثيرة التي تميز هذه الطريق، وفي كل مكان كان ينتشر أفراد الجيش عبر حواجز قارة، يصعب لأي شخص اختراقها، ونضطر في كل مرة لتخفيض السرعة تفاديا لوقوع أي مشاكل مع أفراد الجيش أو الدرك، وبعد أكثر من نصف ساعة من السير وصلنا المنطقة "تاقداميت" التي بدت لنا كالشبح جراء غياب تام للإنارة العمومية.. مكان وقوع التفجير الإرهابي الذي وجدناه غاصا بأفراد الجيش الوطني الشعبي وكذا أفراد الحماية المدنية، ولم يسمح لنا من التوقف لأسباب أمنية على حد تعبير احد ضباط الجيش في محاولة لطيفة لصرفنا عن هذا المكان. * ابتعدنا قليلا عن موقع الحادث ولم نجد في الطريق سوى بعض الكلاب الضالة التي كانت تصول وتجول في كل مكان، إلى أن التقينا بشخص كان يهم بالدخول إلى المنزل، وبعد بضعة دقائق من الحديث إليه التحق بنا أشخاص آخرون كانوا يتحدثون إلينا بعربية ممزوجة بالقبائلية ما دفعنا إلى التحدث إليهم بالقبائلية، وقد تحدثوا لنا عن التفجير الإرهابي، يؤكد سعيد أن دوي الانفجار أحدث هلعا كبيرا في أوساط السكان، ما دفع بالكثير من التجار إلى غلق محلاتهم التجارية بسرعة بالرغم من أن ذلك كان يتزامن مع دقائق سبقت الإفطار، أما صديق آخر لسعيد فقال لنا، أن المنطقة آمنة طالما أن قوات الجيش أقامت مواقع عسكري ، غير أن الحذر يبقى مطلوبا طالما أن الإرهابيين يلجأ ن إلى تنفيذ عمليات انتحارية. * * حواجز أمنية ثابتة، حيطة وتعبئة * * أكد مصدر عسكري مطلع أن زيارة قائد الأركان للجيش الوطني الشعبي لتيزي وزو مؤخرا والتي تفقد خلالها عمل وحدات الجيش الوطني الشعبي التابعة للناحية العسكرية الأولى خلصت إلى اتخاذ جملة من التدابير الأمنية من بينها تعزيز الحواجز الأمنية عبر أهم مداخل الولاية بالإضافة إلى تدعيمها بمواقع عسكرية مع ضمان الاتصال بين جميع هذه المواقع لرصد تحركات الجماعات الإرهابية، إضافة إلى قرار مرافقة أفراد الدرك الوطني عبر كل الحواجز الأمنية، وبحسب مصدرنا فإن عدد المواقع العسكرية تعزز خلال الأيام القلية الماضية، في حين أن عدد الحواجز الأمنية تضاعف بشكل كبير، وتفرض رقابة أمنية شديدة. * في الوقت نفسه أفادت مصادرنا أن عمليات بيع السيارات بمختلف ولايتي تيزي وزو وبومرداس تخضع لعملية مراقبة دقيقة، من طرف مصالح الأمن المختلفة لتحديد هوية الأشخاص الذين يبيعون ويشترون السيارات، وذلك من خلال تصريحات بالبيع التي تودع لدى مصالح الدوائر من اجل استخراج البطاقات الرمادية. * وخيل لنا ونحن نغادر ولاية بومرادس أننا في منطقة حرب حقيقية، خاصة خلال الليل الذي عندما يخلد الناس فيه إلى النوم لا ترى إلا قبعات أفراد الجيش وأصوات الأسلحة التي يحدثها هؤلاء بمجرد اقتراب أي شخص منهم كإجراء احتياطي.