تصبح الكتابة طريقا حين تضلك شوارع الذاكرة، فثمة شبه كبير بين الكتابة والنبش في ثنايا الدفاتر العتيقة، حين كنت أستمع لأبواق التاريخ تعدد المناقب الكثيرة ل"الكويف" وهي دائرة تبعد بمسافة 30 كلم عن مدينة تبسة الجزائرية، وهي من أقدم وأكبر بلديات الولاية وأكثرها غنى باحتوائها على ثروة طبيعية هامة منها الفوسفات، الحديد... أهّلها لتنتزع لقب "فرنسا الصغيرة" ولتكون قطبا صناعيا أيام الاستعمار الفرنسي، لكن ما بال المدينة اليوم، تدير ظهرها لتغرق في الغياب، وذاكرة لا تحمل إلا وجها لا يزال يعانق الغياب، تجفف الحنين على شرفة الانتظار، لعل وعسى ينفض أبناؤها الغبار على كتابها ويلملمون تبعثرها.