دعا المؤتمر السادس للقدس، القوى الشعبية والأنظمة الرسمية في الدول العربية والإسلامية، إلى توحيد الجهود من أجل إنقاذ مدينة القدسالمحتلة ومقدساتها والوقوف في وجه مخططات التهويد والتدمير التي تتعرض لها. * وقال المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر- الذي انطلقت أعماله في العاصمة القطرية الدوحة-: إن الأمة العربية الإسلامية ما تزال لديها المقومات والقدرات التي تمكّنها من الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطينوالقدس إذا توحدت جهودها وتركت جانبًا خلافاتها. * وأكد رئيس الجلسة الوزير اللبناني السابق بشارة مرهج على أن الوضع الحالي يفرض استنهاض القوى وتعبئة الطاقات وتوعية الجماهير الإسلامية العربية بالمعركة الحقيقية وتفادي الخلافات الجانبية بين مكونات الأمة وعدم تأجيجها، والعمل على معالجتها تحت سقف البيت الواحد. * وقال: إن مؤسسة القدس العالمية، التي تنظم المؤتمر، أعطت مثالاً يحتذى به في استجماع كل مكونات الأمة للدفاع عن القدس، مشيرًا إلى أنها "حققت نجاحات على الأرض من خلال مشاريع تنموية تسهم في تعزيز البنية التحتية والتربوية والاجتماعية بالقدس". * دعا العلامة د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، فرقاء فلسطين إلى التوحد للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية، مؤكدًا أنه لا صوت يعلو فوق صوت تحرير فلسطين، ولا للخلافات السياسية والمذهبية والعرقية والطائفية.. نعم لوحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة أعداء الأمة. * وقال القرضاوي خلال أولى جلسات المؤتمر القومي الإسلامي السادس بقطر: إنهم "يختلفون في الأعراق: عرب وأكراد وأمازيغ وعجم، ويختلفون في الديانة كمسلمين ومسيحيين، ويختلفون في المذاهب كمسلمين سنة وشيعة، وكمسيحيين كاثوليك وأرثوذوكس.. ويختلفون في التوجهات الفكرية كيمين ويسار وقوميين ويساريين وإسلاميين، لكنهم يقفون صفا واحدا في خندق الدفاع عن القدس". * وموجها كلامه إلى الفرقاء الفلسطينيين، قال القرضاوي: "أيها الفلسطينيون عليكم أن تتحدوا ولا عذر لكم في عدم الاتحاد.. الاتحاد ليس مستحيلا". * وطالب زعيمي فتح وحماس محمود عباس وخالد مشعل بأن يلتقيا سعيا للصلح بين الحركتين، مؤكدا أنه: "لا بديل عن الصلح"، ومطالبا الأمة بأن تأخذ بيد الفلسطينيين إلى الوحدة. * وفي كلمته، توقع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قرب التوصل إلى اتفاق مصالحة مع فتح، محملا إسرائيل والولايات المتحدة مسئولية الانقسام بين الحركتين. * وقال مشعل: إن الفيتو الأمريكي "قوض جهود تطبيق اتفاق مكة" الذي وقعته فتح وحماس في فبراير 2007؛ لأن السعودية لم "تستشر واشنطن عندما دعت إلى الاتفاق"، كما أن "الأمريكيين هم من وقفوا في وجه اتفاق صنعاء" الذي وقعته الحركتان قبل أشهر. * وبدوره حذر المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي منير شفيق في كلمة باسم المؤتمرات الثلاث، القومي الإسلامي والقومي العربي ومؤتمر الأحزاب العربية، من أن القضية الفلسطينية تمر الآن بأخطر مراحلها و"حدثت فيها تنازلات خطيرة في حق العودة والأرض وقضايا أخرى". * وشدد شفيق على أن التنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم "من شأنه أن يصفي القضية الفلسطينية"، مضيفًا أن القدس والمسجد الأقصى غير قابلين للتقسيم أو المساومة.