يضطر المرضى من سكان حي "بوعامر" 03 كلم عن مقر الولاية ورقلة، إلى التنقل إلى مستشفى محمد بوضياف وسط المدينة، أو إلى العيادات الموجودة في الأحياء المجاورة نظرا للحالة التي آلت إليها قاعة العلاج الصغيرة بالحي والتي أصبحت غير كافية، ولم تعد تغطي حاجيات السكان الصحية بسبب الإهمال وزيادة الكثافة السكانية بالحي المذكور. تفتقر قاعة العلاج بحي بوعامر لأدنى شروط ومتطلبات الاستشفاء البسيط، ناهيك عن عدم توفر الإمكانيات اللازمة، مما جعلها هيكلا من دون روح، حيث تشهد ذات القاعة ضعفا كبيرا في التغطية الصحية ونقصا فادحا في الإمكانيات المادية والبشرية ومختلف الأجهزة الطبية على غرار انعدام وجود طبيب مناوب وممرضين ونقص للتجهيزات والمعدات الطبية، وكذا انعدام للأمن والإطارات الطبية بصفة عامة والتأطير شبه الطبي بصفة خاصة، فضلا عن الخطر المحدق الذي بات يهدد هؤلاء المرضى نتيجة لانتشار المزابل بأرجاء قاعة العلاج وانعدام لعمال النظافة بداخلها وخارجها، إضافة إلى عدم إصلاح إحدى قنوات الصرف الصحي والتي تتسرب منها المياه الملوثة والمحاذية لأنبوب المياه الصالحة للشرب لذات القاعة، ما جعلها تشكل خطرا على المرضى والعمال على حد سواء في إمكانية انتشار أمراض وأوبئة والناتجة أساسا عن انعدام النظافة، الأمر الذي يتطلب عملية نظافة لمحيط القاعة وترميم استعجالي لهذه القناة قبل فوات الأوان . ورغم المراسلات العديدة تلقت "الشروق" نسخا منها، والتي وجهتها الحركة الجمعوية ببوعامر للسلطات المحلية على مدار 10 سنوات كاملة، كشفت فيها الوضع الكارثي لقاعة العلاج المحلية، إلا أن شيئا لم يتغير وبقي الوضع على حاله. وأمام هذا الوضع قررت 03 جمعيات محلية توجيه نداء استغاثة عبر "الشروق" لوالي ولاية ورقلة، وكذا المسؤول الأول على قطاع الصحة بالولاية تناشدهم فيها التدخل لتحسين الأداء الصحي بحي بوعامر، من خلال إنجاز عيادة صحية متعددة الخدمات كسائر أحياء الولاية لإنهاء معاناتهم الصحية والتي من شأنها تلبية حاجياتهم وضمان علاج أمثل. وفي لقائنا مع مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية ورقلة "فاضل مصدق" أشار إلى أن انشغال سكان حي بوعامر تم طرحه عليه من قبل لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي، موضحا أن عملية نقل قاعة علاج إلى عيادة متعددة الخدمات يتطلب إضافة إلى اتخاذ عدة إجراءات على مستوى وزارة الصحة وجود كثافة سكانية معينة. ونوّه محدثنا أن مصالحه قامت برفع انشغال سكان حي بوعامر إلى الوزارة الوصية في انتظار ردها بالإيجاب حول ضرورة إنجاز عيادة متعددة الخدمات بالحي المذكور، من ثم يتم اختيار الموقع والأرضية لإنجاز العيادة، وبخصوص النقائص التي تشهدها قاعة العلاج المحلية ذكر ذات المسؤول أن تهيئة القاعة يكون على عاتق البلدية من تجهيزات مكتبية وغيرها، بينما التجهيزات الطبية من كراسي الفحص ومعدات طبية و"كادر" طبي كفؤ تكون على عاتق مديرية الصحة، والتجهيزات لن تكون حسب ذات المتحدث إلا بعد القيام بإعادة هيكلتها وتهيئتها بالتنسيق مع مصالح بلدية ورقلة، وذلك وفقا لبرنامج يجمع الاثنين والذي من شأنه أن يمس معاينة قاعات العلاج الموزعة عبر تراب البلدية.