تعاني مئات العائلات القاطنة على مستوى حي مداني بشير والقصر العتيق ككل ببلدية قصر البخاري بالمدية من شبح انهيار السكنات الهشة التي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد العثماني، ما بات ينذر بكارثة حقيقية تعجّل بتدخل فوري للسلطات المعنية، سيما وأن أرواح مئات المواطنين على المحك في ظل بقاء مديريتي السكن والثقافة تلعبان دور المتفرج رغم توافد عديد اللجان من مديرية الثقافة بالمدية في محاولة لتصنيف الحي كتراث وطني أو ترميمه، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل حسب شكاوى المواطنين للشروق. وأضاف هؤلاء أن سكناتهم أضحت مع مرور الزمن عرضة لانهيارات جزئية تدريجية بصفة يومية، خاصة وأن الترميمات الترقيعية لم تعد تجدي نفعا مع هذه السكنات القديمة، في حين تعرض بعضها الآخر إلى انهيار كلي فوق رؤوس ساكنيها جعل التشرد ملاذهم الوحيد. وفي سياق ذي صلة، زادت التسرّبات اليومية لأنابيب مياه الشرب التي تعود للحقبة الاستعمارية الوضع خطورة بسبب تآكل وتصدع الأعمدة والجدران ما يعني بالضرورة أن مدة الصمود تبقى محدودة جدا في ظل عدم وجود حلول استعجالية مجدية تلوح في الأفق، أما من حيث التهيئة فسكان القصر القديم ناشدوا المصالح المحلية تخصيص مشاريع لتهيئة الطرقات والأرصفة وتخصيص حاويات للقضاء على انتشار الأوساخ والروائح الكريهة يخلص السكان من الوضع المزري الذي آل إليه أعرق حي بالولاية. وفي هذا الصدد، أكد رئيس البلدية أن مصالحه خصصت مبلغ 700 مليون سنتيم لتهيئة الشارع الرئيسي بالقصر القديم، أما فيما يخص التسرّبات المائية، فالمتحدث أكد أن مصالحه راسلت عديد المرات مصلحة الجزائرية للمياه لتصليح خلل التسربات الذي مس جل أحياء المدينة، كما تم تزويد مصلحة المياه بإعانة مالية تقدر بمليار سنتيم من ميزانية البلدية لفض الإشكال وحلحلة الوضع. أما عن السكنات الهشةن فأضاف المتحدث أن مبلغ ترميمها ضخم جدا لا تسعه ميزانية البلدية، حيث تم في هذا الشأن إرسال قوائم وملفات 1200 متضرر من سكان قصر البخاري إلى مديرية السكن لتقديم حصص خاصة بترميم السكنات إلا أنها لا تزال عالقة منذ سنة 2013.