تعرف بلدية دراق الواقعة أقصى جنوب غرب ولاية المدية ترهلا تنمويا على جميع الأصعدة خلق نوعا من الاستياء التنموي والمعيشي والهجرة التي سببها الواقع المرير على الأهالي هربا من شبحي الإلغاء والتهميش. شكاوى سكان بلدية دراق خلال زيارة ميدانية قامت بها "الشروق" تمحورت معظمها حول معضلة السكن، فالمنطقة معروفة بأراضيها ومستثمراتها الفلاحية الخصبة التي تحيط بالتجمعات العمرانية من كل الجوانب بنحو 12 ألف هكتار تابعة لممتلكات الدولة لاستغلالها مستقبلا في الزراعة، وهو ما جعل السلطات المعنية تفرض حصارا على سكان المنطقة، حسب قولهم، من خلال عدم السماح للمصالح البلدية بالتعرض لهذه الجيوب الفلاحية لإنجاز مشاريع سكنية عليها في ظل عدم بروز مشاريع سكنية استشرافية تنهي أزمة سكن فادحة عمرت لعقود، حيث أن هذه الأراضي تعد خطا أحمر لا يجوز المساس به وهذا يعد بمثابة حجة غير مقنعة يلجأ إليها المسؤولون في كل مرة -يضيف المشتكون- مما جعل واقعهم البائس يفرض على العائلات التفكير في الهجرة والنزوح الريفي، حيث لم يستسغ السكان واقع توزيع 30 سكنا اجتماعيا فقط في مدة تفوق خمس سنوات، ما ينم عن ضعف غير مسبوق في تسيير شؤون المواطنين من قبل السلطات المحلية يقول هؤلاء رغم معاناتهم الكبيرة أيام العشرية السوداء زادها انعدام المشاريع التنموية سوءا. وأردف هؤلاء أن مركز البلدية يفتقر للطرقات والأرصفة وحتى الإنارة الليلية، مما عرض ممتلكاتهم ومواشيهم للسرقة عديد المرات، يضاف إليها انعدام شبه كلي للصحة عبر كامل قرى ومداشر البلدية، ما يضطر بالسكان التنقل نحو بلدية قصر البخاري على مسافة تفوق 50 كلم، بالإضافة إلى عدم حصول معظم القاطنة على عقود ملكية لسكناتهم التي تعود إلى الفترة الاستعمارية، ما يعني أن ترميمها يعد أمرا مستحيلا، كما أن التصرف فيها إداريا يعد ممنوعا بقوة القانون لعدم حصولهم على الوثائق التي طالبوا بها أملاك الدولة منذ عقود لكن لا حياة لمن تنادي، وما زاد من معاناة المواطنين قوافل الخنازير البرية المنتشرة بكثرة والتي عاثت في الأرض فسادا فأهلكت الحرث ورهنت مصير مئات المحاصيل الزراعية مسببة خسائر معتبرة للفلاحين رغم إنشاء جمعية للقضاء عليها إلا أنها لم تدعم بالوسائل اللازمة.
... قرية خربة السيوف مثال حي عن الإقصاء والتهميش أما بقرية خربة السيوف التي تعد أحد أكبر القرى تضررا بالولاية فيفتقر سكانها إلى غاز المدينة ومياه الشرب التي تجبر الأهالي إلى الاستنجاد بالدواب أو كراء الصهاريج، بالإضافة إلى انعدام كلي للأرصفة والطرقات، أما الصحة فقاعة العلاج المتواجدة هناك في أغلب الأوقات موصدة، كما تسبب انعدام الإنارة العمومية في تعرض اللصوص لقطعان ومواشي المواطنين. وفي سياق ذي صلة، اشتكى عشرات سكان حي بوزلات بخربة السيوف من انعدام قنوات الصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء وغاز المدينة رغم حصولهم على سكناتهم منذ سنة 2011 إلا أنها بقيت مجرد هيكل من دون روح، مضيفين أن العطب الذي أصاب حافلة النقل المدرسي التي تقل أبناءهم صوب بلدية عزيز على مسافة 15 كلم تسبب في عدم التحاق المتمدرسين بمقاعد الدراسة لمدة تفوق 20 يوميا رغما علم المصالح المحلية. رئيس بلدية دراق صرح للشروق أن ميزانية البلدية ضعيفة جدا، حيث استفادت بلدية دراق ضمن مخطط التنمية المحلية لهذه السنة مليارين و100 مليون سنتيم قسمت على ثلاثة مشاريع انطلاقا من مشروع ربط قنوات الصرف الصحي لخربة السيوف ومشروع تكملة الشطر الثاني المؤدي إلى فرقة أولاد رابح ومشروع فتح المسلك المؤدي إلى فرقة عزابي، كما يتم التحضير حاليا - يضيف المتحدث- لتوزيع قرابة 70 قطعة أرضية على المواطنين، فيما وصلت نسبة إنجاز مشروع 20 مسكنا اجتماعيا إلى10 من المائة.