أنقذت الأمطار المتساقطة أخيرا الجزائريين من شبح الجفاف الذي كان يتهددهم قبل أيام، بعد أن شهدت السدود ارتفاعا في منسوب مياهها يجنب الجزائريين العطش لمدة عامين قادمين على الأقل، حيث بلغت نسبة امتلاء السدود 67.83 بالمائة بحجم 4 ملايير و644 مليون متر مكعب، بحسب معطيات استقتها "الشروق" من وزارة الموارد المائية والبيئة. وبهذا تزول مخاوف الوزارة بشأن إعلان حالة الجفاف، كما سبق وأن لمح إلى ذلك وزير القطاع عبد الوهاب نوري الذي أكد في تصريحاته أن الجزائر أمام ندرة فعلية للمياه. المعطيات المناخية الجديدة غيّرت أطراف المعادلة بما يمكّن الجزائريين من الاستفادة من الموارد المائية دون تقليص في ساعات التموين. واحتلت المنطقة الشرقية الصدارة من حيث امتلاء سدودها بنسبة 80 بالمائة وهو ما يعادل مليارين و49 مليون متر مكعب، تليها المنطقة الغربية بنسبة 66.36 بالمائة وكذا المنطقة الوسطى بنسبة 64.38 بالمائة بما يعادل مليارا و4 ملايين متر مكعب. أمّا منطقة الشلف فسجّلت 53.80 بالمائة أو ما يعادل 919 مليون متر مكعب. وتأمل الوزارة الوصية خيرا مع تساقط الأمطار في الأشهر المقبلة، حيث أن استمرار ذوبان الثلوج سيدوم إلى غاية شهر جوان المقبل وهو ما سيسمح برفع منسوب المياه إلى معدلات أعلى. وتتوفر الجزائر على 72 سدا قيد الاستغلال عرفت في مجملها امتلاء أو ارتفاعا في منسوبها، على رأسها سد بني هارون وسد كسير في جيجل اللذان يشهدان فائضا في مياههما بعد أن امتلآ عن آخرهما يليهما سد بابار وسد فم القيف بخنشلة بنسبة 96 بالمائة و95 بالمائة على التوالي. ومن بين الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الموارد المائية قيامها بتوجيه مياه سد تاقصبت بولاية تيزي وزو - الذي كان مخصصا لتموين تيزي وزو والجزائر العاصمة- لتموين هذه الولاية فقط، حيث يعد موردها الوحيد وذلك نظرا لحجم المخزون الموجود فيه. وسيتم تعويض مياه سد تاقصبت التي كانت توجه إلى الجزائر العاصمة بمياه سد كدية أسردون، حيث أن ولاية الجزائر تشهد هي الأخرى عجزا في المياه بسبب نقص منسوب سد بورومي (تيبازة).