دخلت بحيرة الرغاية المصنفة ضمن المنظمة العالمية للمناطق الرطبة"رامسار"، في وضعية بيئية كارثية جراء التلوث الذي وصل لحالة"العفن" و"الرائحة الكريهة"، أزعجت السكان القاطنين بالقرب منها، و الأخطر من ذلك كله، وحسب الزيارة التي قادت الشروق للمنطقة نهاية الأسبوع الماضي، فإن الطيور غادرت البحيرة لوجهات أخرى هربا من حالة تدهور نوعية مياهها. لم تعد بحيرة الرغاية المكان الذي يريح العائلات ويستقطب السياح مثل ما كانت في الماضي، حيث حسب الاستطلاع الذي قادنا إليها يوم الخميس الماضي، باتت شبه خالية حتى من الحيوانات كالطيور، و آلت إلى وضعية كارثية جعلتها أشبه بموقع لمياه عفنة متجمعة، تفوح منها رائحة كريهة تجعلك لا تطيق البقاء في هذا المكان لأكثر من 5 دقائق . اشتكى بعض السكان المحيطين بالبحيرة، للشروق، معاناتهم مع الروائح الكريهة، وأبدوا تخوفهم من انتشار أصناف خطيرة من الحشرات والبعوض، حيث قال عمي الطيب أحد المولعين بالحيرة، إنه كان يمضي أوقات كثيرة هربا من ضجيج المدن أمام مياه البحيرة، واليوم أصبح يتخوّف من لدغات البعوض خوفا حسبه، من احتمال وجود فيروس"زيكا". وهو أمر لا يستبعده، يضيف عمي الطيب، نظرا لحالة التعفن والرائحة الغريبة، مؤكدا أن سكان الأحياء القريبة من المنطقة سينتفضون لهذه الوضعية في حالة عدم اتخاذ إجراءات لازمة قبل حلول الصيف. صرح أحد العاملين في المركز التابع لبحيرة رغاية، أن المنطقة الرطبة تشهد تدهورا في الآونة الأخيرة بفعل مخلفات نفايات المصانع والمنازل الآتية من المناطق النشاطات الاقتصادية ومخلفات البنايات، مشيرا إلى أن بعض الطيور المحلية غادرت البحيرة، مع الإشارة إلى أن المنطقة الرطبة بالرغاية شرق العاصمة يتردد عليها ما يفوق 3 ألاف طائر شهريا من الطيور التي تعيش في الوسط المائي، وتضم حوالي 50 نوعا من طيور محلية ومهاجرة، وهذا حسب الإحصاء الذي قام به المركز. للإشارة فإن، الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فضيل فروخي، صرح خلال سنة 2015 أن ولاية الجزائر وجهت مؤخرا إعذارات للوحدات الصناعية المسؤولة عن تلوث بحيرة الرغاية، حيث أكد أحد موظفي مركز البحيرة للشروق، أن الكثير من هذه المصانع لم تلتزم بهذا الإجراء، داعيا السلطات المسؤولة لاتخاذ خطوة صارمة قبل حلول فصل الصيف وارتفاع دراجات الحرارة التي قد تخلف وضعا بيئيا كارثيا في منطقة الرغاية.