مقر شركة جازي بالدار البيضاء/ تصوير: بشير زمري أعرب المهندس نجيب ساويرس عن رغبته في لقاء المسؤولين الجزائريين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة أحمد أويحيى، بغية توضيح الصورة بعدما أشيع مؤخرا من أخبار وصفها بالكاذبة، أشدها تلك التي تشير إلى مفاوضات لبيع جازي إلى فرنس تيليكوم وكذا ما أشيع عن بيع مصنع الإسمنت إلى شركة لافارج الفرنسية، وكذا دراسة وضع أوراسكوم تليكوم في الجزائر على ضوء قرارات الاستثمار الأجنبي الأخيرة. * * * للجزائر فضل في نجاحنا عالميا ونحن متمسكون بالبقاء فيها * * أخي استحوذ على 20 بالمائة من شركة "لافارج" ولم يبع مصنع الاسمنت * * أرغب في لقاء مع المسؤولين الجزائريين لوضع النقاط على الحروف * * وقال نجيب ساويرس في لقاء جمعه بوفد إعلامي جزائري ضم عشر صحف بينها الشروق، عقد بمقر مجموعة أوراسكوم بالقاهرة، "إني أعتقد أن للجزائر فضل كبير في نجاح أوراسكوم للاتصالات عبر العالم، ونصف نجاحنا منسوب إلى جازي"، وأضاف "لا أوراسكوم تليكوم معروضة للبيع ولا جازي للبيع، لأنني شخصيا أخذت على عاتقي تحقيق هدفي وحلمي وهو أن أقيم كيانا عالميا تسيطر عليه شخصية عربية مثلي، ينافس الغرب فيما أعتقد أنه حكر عليه". وبشكل قاطع قال ساويرس "لن أبيع جازي ما دمت حيا بل سأكتب في وصيتي لمن يرثني بأن لا يبيع جازي لأحد". * * أخي لم يبع مصنع الاسمنت وإنما استحوذ على حصة هامة في شركة "لافارج" * * واختصر ساويرس الصعوبات التي تواجه شركته في الجزائر في المعلومات المغلوطة والشائعات التي تلقى إلى الرأي العام وتصبح مع الوقت وكأنها حقيقة، ومن بين هذه الشائعات أن ناصف ساويرس باع مصنع الأسمنت لشركة "لافارج" الفرنسية، "وأنا أقول لكم إن أخي لم يبع مصنع الإسمنت لشركة لافارج وإنما حوّل حصته في كامل مصانع الإسمنت التي يملكها عالميا من باكستان إلى العراق إلى كوريا إلى نيجيريا إلى جنوب إفريقيا إلى كل مصانع العالم التي يفوق عددها 20 مصنعا في مناطق مختلفة من العالم، حيث قام وتحت نفس المنهاج الفكري الخاص بي ليكون مستحوذا على أكبر شركة للإسمنت في العالم، وحيث أن الفرنسيين عنصريون تم تحديد الحصة التي يمكن الحصول عليها في شركة "لافارج" ب 20 بالمائة، حيث تم الاتفاق على عدم زيادة الحصة لمدة ثلاث سنوات". * * نجاحنا هو أكبر دعاية للجزائر * * وبخصوص ما يقال عن الأرباح الخيالية التي تجنيها أوراسكوم في الجزائر قال ساوريس إن ذلك يعد أكبر دعاية للجزائر على أساس أنها مناخ مناسب لنجاح الاستثمارات الأجنبية، والمستثمر ليس مطلوبا منه أن يخسر عندما يدخل بلدا معينا، وأكبر دعاية سيئة لأي بلد يريد استقطاب الاستثمارات الأجنبية عندما تفشل هذه الاستثمارات في جني الربح. وفي هذا السياق قال ساويرس "إن المستثمر الأجنبي الذي يدخل الجزائر ويخسر ومع ذلك يبقى فإن بقاءه مريب". * واعتبر ساويرس أن أهم الصعوبات التي واجهتهم هي تلك الإشاعات التي يطلقها المنافسون العاجزون عن المنافسة، ومن الصعوبات محاولة الحد من النجاح، عن طريق قرارات جديدة تهدف إلى الحد من نجاح جازي، والحقيقة أنه هناك شعرة رفيعة لضمان توازن السوق وعدم التدخل في المنافسة، وهو دور المنظم الحكومي، وأحيانا يكون التدخل بالحد من نجاح أحد المتعاملين، ومحاولة حماية المتعامل العمومي وفي ذلك ضرب لمصالح المستهلك من خلال خرق قوانين المنافسة. * أما قانون إعادة استثمار الأرباح فما فعلناه يقول ساويرس أكثر من ذلك، لأننا لم نستثمر 700 مليون دولار في الجزائر وإنما استثمرنا 4 ملايير دولار، لأنه من غير المعقول أن يكون لدينا 14 مليون مشترك ب700 مليون دولار، فهذا المبلغ كان ثمن الرخصة الذي سلم للدولة، واعتبر ساويرس أن سوق النقال في الجزائر لم تبلغ بعد مرحلة التشبع ولا زالت في حدود 60 بالمائة ذلك أن هناك الملايين من الجزائريين يملكون أكثر من خط هاتفي. * * لا تصدقوا من يقول إننا دخلنا الجزائر بدافع العروبة فقط * * وبلغة صريحة نفى نجيب ساويرس أن يكون دخول مجموعته إلى الجزائر كان بسبب أنه بلد عربي وشقيق وقال "لا تصدقوا من يقول لكم هذا الكلام فهو لا يقدم ولا يؤخر... نحن دخلنا إلى الجزائر لكي نكسب، وذلك في الإطار الشرعي، وهذا المكسب تحقق بفضل كفاءات جزائرية وصل عددها إلى 15 ألف موظف، عملوا في جازي والشركات الملحقة بها وساهموا في هذا النجاح. أما عدد المصريين واللبنانيين العاملين في الشركة فلا يتجاوز أصابع اليد، فالنجاح تحقق بسواعد وعقول الشباب الجزائري". * * أشهد أمام العالم أن الجزائر تحترم ما تلتزم به في الاتفاقيات * * وبرأي ساويرس فإن الجزائر تمتاز بأن هناك احترام وتطبيق كل المواثيق التي يتم الاتفاق عليها، حيث قال "إن أوراسكوم تليكوم موجودة في عدة دول عربية، وأنا أقول إنه لم يحدث أن احترمت كافة القوانين والمواثيق التي دخلنا على أساسها كما حدث معنا في الجزائر، كنا نقابل صعوبات وعراقيل لكن عند الجد يتم احترام القوانين...هذه شهادة حق وليست شهادة مجاملة، عندما شرعنا في الاستثمار لم تكن لدينا ضمانات ولم نكن نعلم أن السلطات الجزائرية ستكون في هذا المستوى من الالتزام بالقوانين والاتفاقات.. اليوم أنا أشهد في كل العالم، أن من يأتي إلى الجزائر ويتفق على شيء فإنه يتم احترام كل ما يتم الاتفاق عليه". * * معهد لتخريج كفاءات جزائرية في تكنولوجيا الاتصالات الحديثة * * شرعت شركة أوراسكوم للاتصالات في ترتيبات إقامة أول معهد غير هادف للربح متخصص في نقل تكنولوجيا الاتصالات الحديثة إلى الشباب المتخرج من الجامعات الجزائرية، وذلك دون حاجة إلى السفر إلى الخارج من أجل تلقي التكوين، هذا ما أعلنه نجيب ساويرس للوفد الإعلامي الجزائري، مشيرا إلى أن أوراسكوم انتقلت من مرحلة الاستثمار في المال إلى الاستثمار في العقول، حيث ستشرع الشركة في التنسيق مع متعامليها من موردي الأجهزة الحديثة والسلطات العمومية في تجسيد فكرة معهد تكنولوجي متخصص في تخريج الكفاءات الجزائرية، من أجل تحسين فرص الشباب المتخرج من الجامعات في العمل في الشركات الجزائرية والشركات العالمية في الجزائر وفي الخارج، وهي فكرة رحبت بها السلطات الجزائرية حسب ثامر مهدي المدير العام لشركة جازي ممثلة في وزارة البريد والمواصلات، وسيكون هناك لقاء بين الشركة ووزارة التعليم العالي، ومن بين أهداف المشروع مد الجسور بين مجال الأبحاث العلمية والشركات العاملة في الميدان. * * أوراسكوم تطلق أكبر حملة لإبراز القدرات السياحية للجزائر * * المشروع الثاني الذي تعتزم شركة أوراسكوم للاتصالات خوضه هو الدخول في حملة عالمية للفت الانتباه إلى الإمكانيات السياحية في الجزئر، وهي فكرة جاءت يقول ساويرس بعد أن اكتشفنا أن الجزائر تتمنع بقدرات كبيرة في هذا المجال وبإمكانها أن تكون بلدا سياحيا بالدرجة الأولى، لذلك نريد أن نعطي للعالم صورة أخرى للجزائر تعاكس تماما الصورة السلبية التي تعطيها العمليات الإرهابية، ونأمل أن الحملة الترويجية التي سنشرع فيها، وإن لم تؤدي إلى انتعاش السياحة في وقت قريب، فإنها ستمهد الأرضية لذلك من خلال إعطاء صورة واضحة عن الإمكانيات السياحة للجزائر. * * أردت السير عكس تيار العولمة * * قال ساوريس إنه رفع تحديا عظيما في حياته وهو أن يسير عكس تيار العولمة الجارف، ذلك أن العولمة في المفهوم الغربي هي أن يأتي الغرب ويستحوذ على مقدرات العالم الثالث، أما أن نستحوذ نحن عليه فهذا غير مقبول، وأنا شخصيا يقول ساوريس لدي تجربة استحواذ في فرنسا قوبلت بمقاومة شديدة، وبعد كل هذا من غير المقبول منطقيا أن أسمح للفرنسيين بالاستحواذ على أكبر شركة اتصالات في الجزائر، وهم قبل ذلك رفضوا أن أستحوذ على إحدى شركاتهم! * وقال ساويرس إن عائلتنا لن تتوقف وستواصل في رفع التحدي في كل العالم وضرب مثالا بالجزائر حين شنت حملة على جازي كان رد الفعل هو توسيع الاستثمار والاحتفال بالمشارك رقم مليون... وهذا طبعي كلما ازدادت الصعوبات يصبح العمل أكثر إثارة. * ودافع ساويرس بشدة عن القطاع الخاص مؤكدا أن التجربة في مصر علمته أن القطاع العام لا يمكن أن ينجح، ومثال على ذلك شركة مصر للطيران التي ورغم تحسنها الطفيف إلا أن أساليب التسيير فيها لا زالت كارثية، ونصح أن لا تعدل الجزائر عن الاتجاه الذي كانت فيه لأنه الاتجاه الصحيح ولا بد من الحفاظ على سياسة جلب الاستثمار الأجنبي. وفي هذا السياق قال ساويرس إنه شعر في المدة الأخيرة أن هناك نوعا من التراجع عن سياسة تشجيع الاستثمار الخارجي في الجزائر.