اكتشف قبل أيام رعاة إبل في منطقة تقع 50 كلم عن بلدية الطيبات بورقلة في عمق الصحراء بمنطقة "صحن خلّط"، جنوب غرب الطيبات، مقبرة جماعية، حيث تم العثور على قبور ورفات على وجه الأرض اقتلعتها الرياح والعوامل الطبيعية، وهي بقايا هياكل من جماجم وعظام وأطراف من مختلف الأشكال الطويلة جدا. وتعود حسب المؤرخين إلى ما قبل 300 سنة. وحسب شهادة بعض الرعاة، فإن وضعية القبور جد متدهورة وتكالبت عليها الحيوانات المفترسة من نبش وغيره، ما جعلها في وضعية يرثى لها، في حاجة إلى إعادة دفنها وصونها من جديد، كون هذه الأمور من أحكام الشريعة السمحة. وتقع المقبرة في منطقة متشعبة ومعقدة، قريبا من المنطقة المسماة بئر سيدي البشير في عمق الصحراء. ويصعب الوصول إليها بأي وسيلة نقل، عدا الجمال، ما يتطلب تدخل الجهات المعنية للقيام بواجبها إزاء هذه القبور التي تعود إلى نحو 03 قرون على أقل تقدير، لاسيما أنها تشكل قبورا من الحجم الكبير، وتعاني من الإهمال والتسيب في صمت ولا أحد تحرك لحماية حرمة الأموات. وبالعودة إلى توضيحات رعاة الإبل، فإن الرفات كشفتها الرياح الهوجاء التي ضربت الجهة، إلى جانب تضررها بسبب انهيار قطع صخرية كبيرة فوقها عدة مرات. وهو ما جعلها تخرج على وجه الأرض، وتصبح ظاهرة للعيان. وتحدث عدد من الرعاة إلى "الشروق" عن الوضعية السيئة للمقبرة التي تضم عددا معتبرا من الرفات، وهي في حاجة إلى تضافر الجهود لحمايتها أو نقل الرفات إلى مقبرة وسط المدينة. من جهة أخرى، طالب باحثون ومهتمون بالشأن التاريخي بالمنطقة السلطات بوجوب التحرك عاجلا، من أجل صون الأموات وفسح المجال أمام الشباب الباحثين عن الحقائق التاريخية لزيارة المقبرة والبحث عن أصول الموتى، وإلى أي زمن تعود هذه المقبرة المنسية في قلب صحراء موحشة.