تعددت، هذا الأسبوع، مظاهر العثور على صور شبان وشابات في عمر الزهور بين القبور، وقد ثبتت بأقفال معدنية مع كتابات طلسمية غريبة تستحضر الجن الطائف، وبها كتابات تفرق بين الأرواح كما يفرق الموج بين الأسماك، على حد تعبير إحدى الكتابات التي عثر عليها بمقبرة بوزوران مع صورة سائق حافلة طلاب. كما عثر مواطنون آخرون بمقبرة التوتة وتازولت على صور شبيهة، تحمل ذات المواصفات السحرية والتعاويذ الشيطانية، وامتدت الظاهرة لعدة ولايات مثل قالمة بالشرق وغليزان بغرب البلاد، بعدما نشر مواطنون صورا لشبان قصد التعرف عليهم وإبلاغهم بحقيقة ما دُبر لهم بالليل. وشنّ مواطنون حملة تفتيش وإبلاغ عن أصحاب الصور لحثهم على إبطال السحر وزيارة الرقاة الشرعيين، وشرح إمام للشروق معنى تقييد صور الشبان والشابات بالأقفال الحديدية بقوله "هذا عمل شيطاني يهدف لتكبيل المعني عن ممارسة طقوسه العادية في الحياة من عمل وزواج وعلو الهمّة، ويتم وضعها في القبور حتى يصبح مثل الميت وهو حي، فتصاب إرادته بالهوان وتفتر همته جراء العمل الشيطاني". ويلاحظ أن طقوس الشعوذة هذه تكشف وجود أحقاد دفينة في المجتمع، حيث لا يتمنى البعض الخير للآخرين، ولو عمد لاستخدام طقوس الشرك وهو أحد أكبر أنواع الكفر في مكان طاهر بما تمثله حرمة الأموات. وسادت تعليقات مرة في الفيسبوك مع صور تظهر إبدال رسم القلب للتعبير عن الحب برسم " قفل"- كادنة- في تعبير ساخر عن التخلف في العادة والعبادة وفي الدين والدنيا معا، حيث تنتشر في الغرب الأوروبي ظاهرة الجسور التي يثبت فيها العشاق أقفال تعبيرا عن قدسية وديمومة الرابطة الروحية بين الأزواج، مثلما هو معروف بجسر العلوم بفرنسا وجسر أكاديميكا بالبندقية، في حين يلجأ البشر هنا بدافع الحقد والكراهية والانتقام والتحالف مع الشياطين لتدمير حياة الآخرين بنفس الأقفال التي سقطت من معنى الحب إلى معاني البغض والسحر. ودعا مواطنون لضرورة الامتناع عن نشر صور المصابين بالسحر، والاكتفاء بإبلاغهم سرا وحماية حياتهم من خلال حثهم على إجراء الرقية الشرعية لإبطال مفعول المسّ الشيطاني وحرمان الأشرار من معاودة تكرار الطقوس المريبة، بما يسيء لهم مجددا من قبل أشخاص تجرّدوا من كل معاني الإنسانية والمثل الحقة للإسلام الذي جاء ليؤاخي بين الناس، وليس لترويج ثقافة أقفال الحقد والربط والسحر.