باشرت صباح أمس، جموع المواطنين المتضامنين مع عائلة لعموري، التي فجعت باختفاء ابنها بدر الدين صاحب 13 سنة، منذ 9 أيام كاملة في ظروف غامضة، دون أن يتم العثور عليه لحد الآن، حيث شارك في الحملة التي تم الإعداد لها بالتنسيق مع العائلة وباستخدام وسائط التواصل الاجتماعي، أكثر من 700 مشارك حضروا من مختلف بلديات الولاية ومن خارجها. كما تم تسخير ما يقارب 200 سيارة ومركبة على أمل العثور عليه في القريب العاجل بما ينهي مأساة عائلته، وبالخصوص والدته التي تعيش على وقع الفاجعة التي أفقدتها لفترة فلذة كبدها منذ ذلك السبت المشؤوم.
البداية من الفيسبوك، والاستجابة فاقت التوقعات التفكير في حملة البحث الواسعة عن الطفل بدرو صباح أمس كانت بالتنسيق مع أفراد العائلة التي تقطن بحي ليكوتاك وسط عين بسام، ليتم الترويج والدعوة لها منذ يومين من طرف بعض المتعاطفين والمتضامنين عن طريق نشر إعلانات تدعو للمشاركة بقوة، وهو ما لقي استجابة واسعة من طرف شرائح مختلفة من سكان مدينة عين بسام ومن البلديات المجاورة وحتى من خارج الولاية، حيث وقفت "الشروق" التي رافقت هؤلاء في الحملة طيلة نهار أمس على إقبال أكثر من 700 شخص تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام مقر سكن العائلة بحي ليكوتاك بعين بسام، ومنهم من حضر مسخرا سيارته لنقل المشاركين، وقد لمسنا وسط كل هؤلاء عزيمة وإصرارا على مواصلة البحث والاستمرار في حملتهم إلى غاية إيجاد الطفل وعودته إلى بيته سالما معافى.
أفواج المتضامنين في اتجاهات مختلفة والبحث في كل الأمكنة قبل الشروع في عملية البحث تم تقسيم المشاركين إلى عدة أفواج يترأسهم أحد أفراد عائلة لعموري للتنسيق فيما بينهم، وهو المسؤول عن نشر المعلومات تفاديا لتكرار الإشاعات التي قد تضللهم، حيث أخذ كل فوج منهم وجهة تم الاتفاق عليها. وكانت البداية مدينة عين بسام بكل أطرافها وأحيائها ومزارعها، فلم يترك أي محل مغلق أو زاوية أو شعابا أو بركا مائية إلا وتم البحث فيها عن بصيص أمل قد يودي إلى العثور على الطفل بدرو، مع الإشارة إلى أن تحرك الأفواج كان بالتنسيق مع العائلة من جهة ومع المصالح الأمنية من جهة أخرى، والتي لا تزال تقوم بعملها منذ التبليغ عن اختفاء الطفل، وهو ما لاحظناه في المدرسة التي كان يدرس بها بدرو، أين كانت بعض العناصر تحاور بعض زملائه في القسم في محاولة الوصول إلى خيط قد يقود إلى تفكيك لغز الاختفاء.
.. العائلة تسارع إلى المدية بعد إشاعة تواجده بالسدراية أما أحد الأفواج الذي كان مرفوقا بعدد كبير من السيارات فقد اتجه نحو الجهة الغربية للولاية وبالتحديد مع حدود ولاية المدية مرورا ببلدية القلب الكبير وبني سليمان، حيث وصلت بعض الإشاعات عن رؤية الطفل المختفي بمنطقة السدراية، إلا أن الأمر لم يكن يعدو مجرد شهادات غير مؤكدة لبعض الأشخاص مثلما روى لنا عم الطفل بدرو السيد حكيم لعموري، الذي قال بأن مثل هذه الشائعات، لاسيما التي روجها البعض عن العثور عن الطفل قد زادت من ألم العائلة خاصة والدته التي تتواجد في حالة صحية ونفسية متدهورة، أما فيما يخص الحملة المنظمة، فقد أكد العم على مواصلتها وتوسيعها في نفس الوقت، خاصة مع الهبة التضامنية التي لقتها في أول يوم لها من عديد المتضامنين الذين لم ينقطعوا عن الاتصال بهم والتواجد بالقرب من منزلهم مثلما قال، ليبقى التشبث بأمل العثور عليه قائما بالرغم من نقص بعض الوسائل على حسب تصريحه لنا، على غرار استعمال الكلاب المدربة التي يمكنها أن تساعد بدرجة كبيرة في العثور عليه بطريقتها الخاصة، وهو ما دعا إليه من خلال " الشروق " وذلك بضرورة المساعدة بتلك الوسائل للمساهمة أكثر في العملية وإنهاء المأساة التي ضربت العائلة في ابنها بدر الدين.