أعلنت وزارة الدفاع الروسية هدنة لمدة 48 ساعة اعتباراً من، الأربعاء، بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة في مدينة داريا المحاصرة في جنوب غرب دمشق، بمبادرة من موسكو وبالتنسيق مع واشنطن والنظام السوري. وصرح مدير المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السوريين سيرغي كورالينكو في بيان أصدرته الوزارة: "بدأت هدنة لمدة 48 ساعة في داريا اعتباراً من الأول من جوان، وذلك لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان بأمان". وأوضح كورالينكو، إن الهدنة بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة أعلنت "بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والجانب الأمريكي". وكانت روسيا دعت الأسبوع الماضي إلى هدنة مؤقتة في داريا وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث تتواصل المعارك رغم وقف إطلاق النار الهش الذي أعلن في سوريا في 27 فيفري بمبادرة روسية وأمريكية. وتعاني داريا من الحصار والقصف المستمر منذ 2012.
أول مساعدات إلى داريا منذ 2012 من جهتها، قالت متحدثة باسم الأممالمتحدة، إن قوافل مساعدات إنسانية وصلت منطقتي داريا والمعضمية المحاصرتين، اليوم (الأربعاء)، حيث حذرت الأممالمتحدة من وضع "خطير بشكل مرعب" يعاني فيه الأطفال من خطر المجاعة. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن القافلة التي وصلت داريا وهي الأولى منذ عام 2012 تضمنت أدوية ولقاحات ومواد غذائية وحليب أطفال. وقال متحدثة باسم الأممالمتحدة، إن طروداً غذائية ودقيق القمح سترسل إلى المعضمية. وكتب المجلس المحلي لمدينة داريا على صفحته على فيسبوك: "دون مساعدات غذائية، دخلت قبل قليل قافلة مساعدات طبية عن طريق الأممالمتحدة إلى مدينة داريا هي الأولى منذ بدء الحصار على المدينة في نوفمبر 2012"، موضحاً أن القافلة تحتوي على أدوية وبعض المعدات الطبية. ولم يدخل أي نوع من المساعدات إلى داريا منذ فرض الحصار عليها العام 2012 على رغم مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تمكنت من إيصال المساعدات في الفترة الأخيرة إلى عدة مدن محاصرة، بعد موافقة الحكومة السورية تحت ضغط من المجتمع الدولي. وفي 12 ماي استعد سكان داريا لاستقبال أول قافلة مساعدات تصل إليهم بعد حصول المنظمات الدولية على موافقة الأطراف المعنية، إلا أن القافلة عادت أدراجها محملة بالأدوية وحليب الأطفال من دون أن تفرغ حمولتها عند آخر نقطة تفتيش تابعة لقوات النظام. وتشكل داريا معقلاً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ أربع سنوات، كما أن لها أهمية إستراتيجية بالنسبة للحكومة لسورية على اعتبار إنها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية. وكانت داريا على رأس حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد التي بدأت في مارس 2011، إلا أنه وخلال سنوات الحصار الطويلة خسرت المدينة المدمرة بشكل شبه كامل تسعين في المائة من سكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة. ويعاني الذين بقوا فيها من نقص خطير في المواد الغذائية ونقص التغذية. وكانت الأممالمتحدة أعلنت، السبت، إنها تعتزم إلقاء المساعدات الإنسانية جواً بدءاً من الأول من جوان بعد رفض الحكومة السورية طلبات عدة للدخول إلى مناطق محاصرة.