دفعت العراقيل والصعوبات المحيطة باجتياز مسابقة الماجستير بعشرات الطلبة إلى التسجيل في جامعات عربية من أجل إتمام الدراسات العليا والحصول على شهادة عليا، مقابل دفع حقوق تسجيل لا تتعدى قيمتها 10 ملايين سنتيم في العام. * مكاتب دراسات في الجزائر للوساطة مع الجامعات العربية * * وقد أصبح اللجوء إلى معاهد عربية كانت أو أجنبية الحل الوحيد الذي يفتح آفاقا واسعة أمام الطلبة لمواصلة مسارهم الجامعي، الذي يتوقف لدى الأغلبية الساحقة من خريجي الجامعات في الجزائر عند شهادة الليسانس أو ما يعادلها، وهي شهادة لا توفر لصاحبها في معظم الأحيان فرصة افتكاك منصب عمل ملائم، بعد أن تجاوز عدد خريجي الجامعات سنويا الآلاف. * وتمنح فرص مواصلة الدراسة في الخارج للمهتمين خيارين، إما السفر والإقامة في تلك الدول العربية في أحياء تشبه إلى حد كبير الأحياء الجامعية عندنا لكنها ليست مجانية مائة بالمائة، أو متابعة الدروس بالمراسلة دون تحمل عناء السفر وما يترتب عنه من تكاليف، في حين يتولى الأساتذة المكلفون بتدريس هؤلاء الطلبة التنقل إلى الجزائر للإشراف على إجراء الامتحانات وتصحيح الأوراق. * ومن بين المراكز التي تم استحداثها مؤخرا كي تكون بمثابة واسطة بين الطالب ومختلف الجامعات والمعاهد، مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعليمية الكائن مقره بالعاصمة، فهو الوحيد على المستوى الوطني تقريبا الذي يتعامل مع جامعات عربية ذات سمعة، من بينها مركز معهد الإمام الأزاعي في لبنان وهو خاص بكل ما يتعلق بالشريعة الإسلامية، وأيضا معهد الدراسات والبحوث العربية بمصر وهو تابع لجامعة الدول العربية. * ويتولى هذا المركز تسجيل الطالب في هذين المعهدين، وهو بذلك يوفر عليه تكاليف السفر لأربع أو خمس مرات من أجل إتمام إجراءات التسجيل التي لا تتجاوز قيمتها 1000 دولار، أي حوالي 10 ملايين سنتيم سنويا، وتدوم فترة الدراسة بالنسبة لشهادة الليسانس أربع سنوات، و3 سنوات بالنسبة لكل من شهادتي الماجستير والدكتوراه. * ويتم التسجيل في المعهدين من خلال دورتين في السنة، ومن المنتظر أن يقوم معهد البصيرة مستقبلا بربط علاقات مع معاهد أخرى أجنبية وكذا تلك التي تقدم التخصصات العلمية والتقنية، فهو يسعى إلى توفير معدات وأجهزة متطورة تمكن الطالب من متابعة تلك الدراسات عن بعد. * ويبلغ عدد التخصصات في كل من معهد الأزاعي بلبنان ومعهد الدراسات العربية بمصر حوالي 11 تخصصا، من بينها الشريعة الإسلامية بكل فروعها، والعلوم السياسية والقانونية والإدارية، وكذا العلوم الاجتماعية والتاريخ والاقتصاد والمالية. * وتكمن علاقة مركز البصيرة بالطالب في لعب دور الوساطة فقط، وهو لا يتدخل أبدا في الجانب البيداغوجي الذي يتولاه الأستاذ، سواء من خلال التنقل إلى الدولة المعنية لإتمام إجراءات التسجيل، أو الاتصال بالسفارات للحصول على التأشيرة بالنسبة للطلبة الذين يفضلون السفر والإقامة في مقر تواجد الجامعة أو المعهد. * ويستقبل المعهد منذ أن فتح أبوابه قبل سنتين من الآن، عشرات الطلبات سنويا، بعد أن أصبح اجتياز مسابقة الماجستير حكرا على أصحاب النفوذ والوساطات، فقد بلغ عدد المترشحين لهذه المسابقة في جميع التخصصات على مستوى كافة الجامعات والمعاهد عبر التراب الوطني، ما يفوق 150 ألف مترشح، في حين أن عدد المقاعد التي يوفرها كل معهد لا تتجاوز 80 مقعدا في أحسن الأحوال. * كما لا تفوق عدد منح الدراسة في الخارج التي تخصصها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 640 منحة، 520 منها توجه للأساتذة، و120 منحة المتبقية تذهب لصالح خريجي الجامعة المتفوقين، وقد كانت في السابق تمنح للمتفوقين في شهادة البكالوريا قبل أن يلغيها رئيس الجمهورية. * ويتم معادلة الشهادات التي تمنحها الجامعات العربية أو الأجنبية على مستوى وزارة التعليم العالين التي لا تتوفر على العدد الإجمالي للطلبة الذين يتمون دراستهم في الخارج، على اعتبار أن مثل هذه المبادرات يتم اتخاذها بشكل فردي بعيدا عن الهيئة الوصية.