الرئيس بوتفليقة رفقة الرئيسة الأرجنتينية عرفت الجزائر منذ مطلع الأسبوع الجاري توافدا دبلوماسيا أجنبيا كبيرا، ميزته زيارات مسؤولين كبار لدول معروفة بتعاونها الاستراتيجي مع الجزائر، في إطار ما يعرف بالتعاون جنوب جنوب، وهو "الإنزال الدبلوماسي" الذي جاء بعد ثلاثة أيام فقط عن تبني البلاد لدستور جديد. * ففي أقل من أسبوع، حل بالجزائر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وبعده بيوم واحد، حطت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فيرنانداز دى كيرشنر، الرحال بمطار هواري بومدين الدولي، برفقة جمع كبير من رجال الأعمال، في زيارة ليومين، وفي ذات اليوم غادر نائب الرئيس الإيراني برويز داودي الجزائر عائدا إلى بلاده. * وسوف لن ينقضي الأسبوع الجاري دون أن يحل ضيف رابع بالجزائر، ممثلا في شخص محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في زيارة عمل على رأس وفد اقتصادي واستثماري رفيع المستوى، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية. * وبينت الاتفاقيات الموقعة بين المسؤولين الجزائريين وضيوفهم، أن الجانب الاقتصادي طغى على هذه الزيارات، فالرئيسة الأرجنتينية رافقها سبعين من رجال الأعمال والاقتصاديين، في محاولة من الطرف الأرجنتيني لتمتين أسس تعاون وتبادل اقتصادي، بدأ في واقع الأمر منذ مطلع الثمانينيات، علما أن هذه الدولة هي من ساهمت في إنشاء المفاعل النووي "نور" بدراريا، كما أنها تعتبر شريكا تجاريا نشيطا للجزائر، سيما فيما يتعلق بالصناعات الغذائية، والصناعة الميكانيكية، والتكنولوجية النووية الموجهة للأغراض السلمية، فضلا عن الطاقة، بحيث وصلت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين خلال السنة المنصرمة، إلى ما يقارب 874 مليون دولار. * كما جاءت زيارة المسؤول الإيراني في ظل تنامي مضطرد للعلاقات الثنائية، منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى السلطة، ميزه إعلان المسؤولين الإيرانيين عن استعدادهم لتقديم يد العون للجزائر من أجل تطوير تكنولوجيتها النووية الموجهة للأغراض السلمية، وهو تقارب قديم يعود تاريخه إلى عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، في حين ينتظر أن تفضي زيارة المسؤول الإماراتي بداية من اليوم إلى حلحلة كثير من المشاريع الإستثمارية التي أطلقها بعض أثرياء هذه الدولة، لكن من دون أن ترى النور إلى غاية اللحظة، بسبب ما وصف بالعراقيل البيروقراطية التي حالت دون تجسيد هذه المشاريع. * ويقرأ المتابعون للشأن السياسي في هذه "الإنزال الدبلوماسي"، وكذا في إعلان السفير الصيني بالجزائر عن الانتهاء من إجراءات استقبال الجزائر ل 2000 تقني صيني للاندماج في مشروع الطريق السريع شرق غرب، الذي تعكف شركة صينية على إنجاز جزء كبير منه، على أن الجزائر مقبلة على استقرار سياسي مرتقب بعد دخول إجراءات تعديل الدستور حيز التنفيذ مطلع الأسبوع الجاري.