يقولون في أمريكا "ما دام جنرال موتورز بخير، فأمريكا بخير". وإذا كان هذا المثل الأمريكي حقيقيا وصحيحا، فهل يكون العكس بالعكس أيضا صحيحا: بمعنى أنه إذا غرقت الشركة التي عمرها مائة عام، هل سيغرق معها الاقتصاد الأمريكي. * * لقد ذكرت صحيفة كريستيان سينس مونيتور الامريكية إنه (في الوقت الذي يناقش فيه الكونغرس إنقاذ الصناعة، تتردد أصداء تكهنات كئيبة في أروقته بأن انهيار جنرال موتورز سيؤدي على الفور إلى إضافة عشرات آلاف الأمريكيين إلى قوائم البطالة. وستتعرض تعاملات السيارات في أنحاء الدولة للخطر. وستخسر ثلة من الموردين -من صاهري الألومنيوم إلى طابعي شرائح الحواسيب- زبونا هاما). * إن إفلاس جنرال موتورز سيرفع معدل البطالة في الولاياتالمتحدةالامريكية من 6.5 % الى 9.5 % مما سيؤدي الى ركود اقتصادي شديد..هذا فقط في الولاياتالمتحدة ولكن من المعروف ان جنرال موتورز شركة عملاقة لها فروعها في كثير من دول العالم (35 دولة) تصنع سيارات ركاب وناقلات.. الامر الذي يهدد أرزاق موظفين حول العالم من إكوادور إلى بولندا إلى كينيا إلى أوزبكستان. * تصحو الولاياتالمتحدة كل يوم جديد على خبر كئيب عن انهيار اقتصادي يضرب بعنف أسس البنيان الاقتصادي العملاق .. وان الكتل الساقطة من البنيان المنهار تقع فوق رؤوس مئات آلاف المواطنين المستضعفين من العمال وتلقي بهم على قوارع الطرق.. ورغم محاولات الدولة لإنقاذ النظام المصرفي والشركات العقارية والصناعية الا ان الانهيارات تتوالى ولا يعرف بالضبط الى أي قاع ستصل. * هنا لابد من الالتفات الى التاريخ وحركته الحتمية في انهيار الحضارات وتبدد المدنيات.. وكأننا نريد ان نقول لفلاسفة أمريكا الجدد ان كل أقوالكم عن بقاء الدولة العظمى الى الابد لأنكم نهاية التاريخ كل ذلك كلام هراء وها أنتم تشهدون في حياتكم وبأسرع مما توقع كثيرون انهيار امبراطورية الشر..انها آيات بينات تحكم الصيرورة البشرية .. لقد أعطيت الولاياتالمتحدة فرصتها بتشييد أعظم امبراطورية لكنها كفرت بأنعم ربها فحولت الاموال الى سلاح فتاك يدمر الشعوب ويحرق الارض ويشيع الفاحشة والظلم.. فحق عليها ما كان نهاية كل امبراطوريات الشر عبر التاريخ..الامبراطورية الرومانية والفارسية ..والتتار والصليبيين..وامبراطورية بريطانيا العظمى وفرنسا.. * لم تعد أمريكا هي أمريكا الامس القريب كما أحبت ان تقول المستشارة الالمانية.. لقد ولى عهد أمريكا الى الدرجة التي أصبحت تستجدي المالكي رئيس الحكومة العراقية الحليفة للامريكان ان ينتزع موافقة من البرلمان العراقي الهش على الاتفاقية الامنية بعد ان قبلت بمعظم التعديلات العراقية. * قريبا جدا ستتفكك الولاياتالمتحدة الى أكثر من خمسين دولة، ولعل عهد أوباما هو الخاتمة التي ستشهد هذا التفكك الرهيب ..ذهب المحافظون والمحافظون الجدد وذهبت كل خزعبلاتهم الى الجحيم..وتلك الايام نداولها بين الناس.