كشفت مصادر من الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط "للشروق"، بأن برجي الحامة بالعاصمة سيُعرضان للبيع في جوان 2009 كأقصى تقدير، أي فور إكمال أشغال التهيئة النهائية بهذين البنايتين الشاهقتين التي بلغت نسبتها في الوقت الراهن 90 بالمائة، وتتعلق في معظمها بتهيئة الواجهة الخارجية وبعض المصاعد ورتوشات أخيرة تخص بعض المكاتب. * الشقق ستستعمل كمكاتب فقط وليست للسكن * * حامت حولهما أقاويل كثيرة وحيكت بشأنهما قصصا غريبة، فهناك من قال إنهما مبنيّان على سطح مائي وحكَم بانهيارهما مع أول هزة أرضية متوسطة القوة، في حين ذهب بعضهم الآخر إلى أن الجن قد سكن جدرانهما فمنع ولوج بني آدم إليهما..إنهما برجا الحامة اللذان لا يزالان يثيران تساؤلات عديدة بشأن مصيرهما وتاريخ نهاية الأشغال بهما. * "الشروق اليومي" زارت الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، المالك الرسمي للبرجين، وتقصت آخر الأخبار بشأنهما، حيث كشفت خلية الاتصال بأن مجلس الإدارة للبنك سيجتمع فور انتهاء الأشغال ليدرس التاريخ الرسمي لبيع المكاتب على أن لا يتجاوز ذلك السداسي الأول من السنة المقبلة، أي في جوان المقبل. * وأكد المصدر ذاته أن المكاتب ال276 التي يتضمنها البرجان موجهة للبيع وليس للإيجار، كما تم تداوله مسبقا، باعتبار أن الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط لا يحتفظ بالمنشآت التي يشرف على إنجازها بل يبيعها بطريقة مباشرة. * البرجان الواقعان ببلدية بلوزداد والتابعان دائريا لحسين داي يضمان برج "أ" الذي يتكون من طابق أرضي و14 طابقا وبرج "ب" من طابق أرضي و21 برجا يتربعان على مساحة تقارب ثلاثة ملايين متر مربع تضم أيضا، بالإضافة إلى البرجين، أكشاكا ومتوسطة ومقرا لمصالح البريد والمواصلات وآخر للقرض الشعبي الجزائري، كما يتضمن كل برج 6 مصاعد كهربائية ومصعدين للنجدة تم استحداثهما في عملية إعادة التهيئة الأخيرة باعتبار أن التصميم الأول الذي وضعه ديوان الترقية والتسيير العقاري استثنى وضع مصاعد. * وعن سبب تأخر تسليم هذا المشروع الذي يعود ل22 سنة خلت، أرجعه المصدر ذاته إلى أن ديوان الترقية العقارية لما سلّم المشروع للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط سنة 1986 لم يسلّم معه ملف التحويل كاملا، كما لم يُسلم المالك الجديد الملف التقني المتضمن جميع الدراسات التقنية الخاصة بالبرجين، مما جعله يعيد كافة الدراسات الخاصة بالجانب التقني - التي أوكلت ل"كنيب إيمو" - ويعيد تهيئة البنايتين اللتين لم تُبرمج فيهما مصاعد _ حسب المصدر ذاته - مع أنهما كانا مصممين على أساس أبراج موجهة للسكن. * وبعد استكمال الدراسات وتقدم نسبة الأشغال، قرر الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، في 2002، تحويل البرجين من مشروع سكني إلى مكاتب بالنظر إلى موقعهما الاستراتيجي ومجاورتهما لفندق السوفيتال وبرج الأعمال، وبذلك تقررت إعادة تهيئتهما كمكاتب.