استنكرت المنظمات الحقوقية البيان الذي أصدره رئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ شيبان واتهم فيه المطالبين بإلغاء عقوبة الإعدام بالردة، مؤكدين بأن إصرارهم على إلغاء هذه العقوبة قائم على مبررات موضوعية، في مقدمتها أن جل التشريعات الجزائرية مستمدة من القانون الوضعي. * واستغرب رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان مصطفى فاروق قسنطيني في تصريح "للشروق اليومي" البيان الذي وقعه رئيس جمعية العلماء الجزائريين، وقال عنه بأنه "كلام قبيح وأنا ليس بوسعي الرد عليه، تقديرا واحتراما لسن الشيخ شيبان ومكانته". * ورفض قسنطيني الخوض في موقف الشيخ شيبان الذي أصدر أول أمس بيانا شديد اللهجة، معبرا فيه عن رفضه الشديد لكل الأصوات والتنظيمات الحقوقية المطالبة بإلغاء حكم الإعدام، باعتبار أن ذلك يتنافى مع الشرع، ويتجاوز الدستور الجزائري الذي ينص على أن الإسلام دين الدولة، وذهب إلى حد اتهامهم بأنهم مرتدون وخارجون عن الملة، مما يحرم دفنهم في مقابر المسلمين. * واكتفى قسنطيني بالقول "إنني أحترم كل رأي مخالف"، لكنه رفض بشدة بأن يصدر في حقه رئيس جمعية العلماء المسلمين فتوى، لأن الردة في الشرع يتبعها إقامة الحد على من يرفض العودة إلى الطريق الصواب. * وأيد من جانبه رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مصطفى بوشاشي رأي قسنطيني، قائلا: "إن الشيخ شيبان حر فيما يقوله، ونحن أيضا موقفنا واضح، لقد طالبنا منذ سنين بضرورة إلغاء عقوبة الحكم بالإعدام، لأنها في التشريع الجزائري تركز على الجرائم ذات الطابع السياسي، وقد استعملت فيما سبق لتصفية حسابات سياسية بدليل التصفية الجسدية التي تعرض لها العقيد شعباني". * وذهب بوشاشي إلى أبعد من ذلك، حينما اعتبر بأن معظم القوانين الجزائرية مستمدة من القانون الوضعي خصوصا ما تعلق بقانون العقوبات، لذلك لا يمكن اعتبار إلغاء عقوبة الإعدام مخالفة للشرع، "طالما أنها ليست مستمدة من الشريعة الإسلامية عندنا". * ويتحجج بوشاشي بتمسكه بضرورة إلغاء عقوبة الإعدام، إلى الشبهات التي قد تقع، مما يؤدي إلى حدوث أخطاء في إصدار تلك الأحكام، لأن السلطة القضائية ما تزال في تقديره لا تمتلك كافة الوسائل العلمية للبحث في الجريمة بغية الوصول إلى الحقيقة. * وبلغة الغاضب خاطب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بوجمعة غشير الشيخ شيبان قائلا له: "لا أحد وصي على الإسلام، ولا أحد من حقه أن يكفر أحدا، لأن التكفير هو دعوة للقتل، والقتل يعاقب عليه قانون العقوبات". * وقال غشير في تصريح للشروق: "تمنينا أن يكون رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رجل إقناع وحوار، وليس رجل تكفير، لأن ثقافة التكفير هي التي أدت إلى مقتل أزيد من 100 ألف شخص خلال العشرية السوداء". * وأشاف المصدر ذاته "لو تأمل الشيخ شيبان جيدا في الآيات القرآنية وقارنها بقانون العقوبات لما ذهب إلى ذلك"، وقال بأن هناك العفو والصفح عن المخطئ، مستدلا في ذلك بما جاء في القرآن والسنة