أطلق رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، النار على الحكومة المصرية على خلفية تعاطيها مع العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، واتهمها بالتواطؤ بمواقفها مع حكومة تل أبيب في إبادة الشعب الفلسطيني منذ ثلاثة أسابيع، وهو أول انتقاد من مسؤول كبير في الدولة الجزائرية يطال النظام المصري والأنظمة المتواطئة مع إسرائيل، بصفة غير مباشرة. * الرجل الثاني في الدولة، ودون أن يسمي مصر بالإسم، قال في كلمة له "حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، في مستهل جلسة أول أمس الخميس بمجلس الأمة، والتي خصصت للأسئلة الشفوية، "لا نفهم كيف أن هذه الدول تقنع نفسها بمبررات واهية لا يقبل بها العقل ولا يبررها المنطق"، وذلك في سياق عرضه للمسوغات التي ساقتها الدولة العربية الوحيدة التي تسير أحد منافذ غزة ممثلا في معبر رفح. * وفي تلميح صريح للنظام المصري، أضاف بن صالح "إننا لا نفهم كيف أن بعض هذه الدول تساند موقف إسرائيل في غلق المعابر المؤدية إلى غزة، بحجة أن الفلسطينيين يهربون السلاح عبرها، ولا تجد مانعا في رسو البواخر المشحونة بأحدث أنواع الأسلحة الموجهة لقتل المدنيين من أبناء فلسطين". * وتابع رئيس الغرفة العليا للبرلمان هجومه على من يوصفون في الأدبيات الدبلوماسية العربية بالدول المعتدلة، التي تتزعمها مصر بقيادة مبارك والمملكة العربية السعودية، "إننا نستغرب كيف يقبل البعض من هذه الدول بالمنطق الذي يساوي ما بين الجاني والمجني عليه لتبرير مساندة العدوان والموافقة على استمرار الجريمة"، متسائلا "كيف يلام الفلسطينيون لرفضهم التسليم ببعض بنود الخطط، هي في مضامينها عقود إذعان حقيقية تتجاهل حقوق ووجهات نظر الفلسطينيين". * ويعتبر هذا الموقف الصارم في دعم المقاومة والتحرير بلا شروط، امتدادا للمواقف الجزائرية التاريخية من القضية الفلسطينية، والتي كان قد خطها الرئيس الراحل هواري بومدين، بعبارته الشهيرة "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، وقد تجسد هذا بمشاركة الجزائر في كل الاجتماعات العربية والإسلامية لنصرة أهل غزة، يضيف عبد القادر بن صالح، بداية باجتماع القاهرة، واجتماع اسطنبول للبرلمان الإسلامي، الذي ترأسه رئيس الغرفة السفلى، عبد العزيز زياري، وانتهاء بالقمة العربية بالدوحة، التي أصر الرئيس بوتفليقة على حضورها شخصيا، إنجاحا لجهود دول الممانعة، التي تبقى صوت الأمة المسموع شعبيا، بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها، بسبب رهن القرار العربي من طرف دول قررت الانخراط والخضوع لسياسات التدجين الأمريكية الممنهجة، التي تخدم في النهاية أهداف العدو الصهيوني التوسعية في المنطقة العربية. * وعليه فمن الطبيعي جدا أن يقرر الرئيس بوتفليقة المشاركة في قمة الدوحة، وهو أمر ليس بجديد عليه، خاصة وأن بوتفليقة هو أول من أدخل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات إلى هيأة الأممالمتحدة في سنة 1974، عندما كان وزيرا للخارجية ورئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة.