أرسلت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني تعليمة لجميع مصالح أمن الولايات والمديريات المركزية وجميع المصالح النشطة التابعة لها لتقييم جميع الموظفين من مختلف الرتب وفي جميع المصالح حول ظروفهم المهنية والنفسية بناء على وثيقة تتضمن أكثر من 150 سؤال تتعلق ببيانات عن الموظف وسنوات الخدمة إضافة الى وضعيته العائلية والإجتماعية إن كان يملك سكنا، لكن الأسئلة تركز بشكل كبير على الوضعية المهنية من خلال "علاقة الموظف مع زملائه ومسؤوليه". * * * بطاقية لحصر المشاكل وتشديد الإختبار البسيكوتقني على المرشحين للتوظيف * * والجو في الوسط المهني مع تحديد المشاكل التي يواجهها الموظف أثناء أداء مهامه وطبيعة الضغوطات التي يعاني منها، إن كانت الإجابة ب"نعم"، يلزم المعني بتحديد مصدر التحرشات ونوعها وطبيعتها. * وقالت مصادر أمنية مسؤولة ل"الشروق اليومي"، إن مكتب المتابعة النفسية التابع للمصلحة المركزية للصحة والنشاطات الإجتماعية والرياضية بالمديرية العامة للأمن الوطني سيعقد جلسات جماعية وفردية دورية ومنتظمة مع موظفي الأمن الوطني في إطار العلاج النفسي لتحديد المشاكل التي يعاني منها موظفو الشرطة "واتخاذ إجراءات وقائية بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية"، وقالت ذات المصادر إن "الضغط يتصدر معاناة رجال الشرطة". * وتأتي هذه الإجراءات بأمر من العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني كخطوة لإعداد بطاقية وطنية لحصر أهم المشاكل الإجتماعية والمهنية والصعوبات التي يواجهها أفراد الشرطة أثناء أداء مهامهم لمواجهتها ومحاولة تحسين ظروفهم، على خلفية الحوادث التي هزت مؤخرا جهاز الشرطة، حيث قام ثلاثة ضباط شرطة بالإنتحار "بسبب ضغوطات مهنية" إضافة الى استخدام سلاح الخدمة في اعتداءات قد يكون أبرزها ما وقع بولاية عنابة عندما أقدمت عون أمن عمومي بأمن دائرة بوني بإطلاق النار على أفراد أسرة صديقها بسبب سوء تفاهم بينهما، وبعدها أطلق حافظ نظام عمومي النار على دركي بسبب خلاف على امرأة في ملهى. وقبلها إطلاق عون أمن عمومي بميناء بجاية النار على رئيسه قبل الإنتحار، وحادثة قتل شرطي لإبنته بتلمسان. * * إعداد خبرة نفسية لتقييم موظفي الشرطة * * وعلمت "الشروق"، أن العقيد علي تونسي وجه تعليمة "صارمة" لرؤساء أمن الولايات لمتابعة موظفيهم "بحكم أنهم مسؤولون مباشرة عن الصحة النفسية لموظفيهم"، وشدد أيضا على ضرورة التكفل المهني والنفسي بالحالات المعقدة، حيث تم اتخاذ إجراءات وقائية تتمثل في تجريد الموظفين الذين يعانون من اضطرابات نفسية من سلاح الخدمة، كما تم تشديد الصرامة في الامتحان البسيكوتقني وهو عبارة عن اختبار نفسي للمترشحين للإنتساب لجهاز الأمن الوطني لقبول الأفراد المؤهلين نفسيا للقيام بهذه المهمة في انتظار المصادقة على القانون الأساسي للشرطة الذي يراهن عليه لتحسين ظروف رجال البدلة الزرقاء.