كاتب الدولة الفرنسي للدفاع جان ماري بوكل كشف جان ماري بوكل، كاتب الدولة الفرنسي لشؤون الدفاع والمحاربين القدماء، أن بلاده تبحث إمكانية إقامة مركز مغاربي أوروبي، يعنى بقضايا الدراسات والأبحاث المتعلقة بالشؤون الدفاعية والأمنية، تجسيدا لجولات الحوار التي جمعت بين دول الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وتركزت على وجه الخصوص حول محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. * وجاء الكشف عن المشروع في زيارة رسمية قادت الوزير الفرنسي إلى تونس، أكد من خلالها أن فكرة إقامة مركز للدراسات الإستراتيجية المغاربية والأوربية، تشكل إحدى نتائج حوار مجموعة الخمسة زائد خمسة (5+5)، التي تضم كل من الجزائروتونس وليبيا والمغرب وموريتانيا، عن الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، واسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا عن الضفة الشمالية للبحر المتوسط. * وأكد المسؤول الفرنسي أن مقر المركز سيكون في تونس، لعدة اعتبارات أولها أن تونس تعتبر الدولة المغاربية الوحيدة التي ليس لها خلافات مع دول المنطقة، وشدد على ضرورة تعزيزه وتمكينه من القيام بمهام الأبحاث المتعلقة بالمسائل ذات الاهتمام الاستراتيجي، خصوصا الأمن البحري والتهديد الإرهابي. كما أعلن بالمناسبة ممثل حكومة فرانسوا فييون، عن دعم فرنسا لإنشاء مركز ثان للتأهيل العسكري في تونس سيقام في مدينة قفصة، كبرى مدن جنوب غرب تونس، التي شهدت اضطرابات اجتماعية في العام المنصرم، وخلفت جرحى واعتقالات كبيرة في صفوف المحتجين. * وتزامن إطلاق الوزير الفرنسي لمشروع مركز الأبحاث الإستراتيجية، مع تأكيد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، أن الجزائر رفضت طلبا لكل من فرنسا وبريطانيا بمرور طائراتهما الحربية عبر الأجواء الجزائرية لقصف مواقع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، نافيا أن يعتبر ذلك هروبا من التنسيق في محاربة الظاهرة الإرهابية، لأن الجزائر، كما قال، تنسق مع دول المنطقة على هذا المستوى. * وكان مسؤولو الأجهزة الأمنية لدول المغرب العربي الخمس، قد التقوا بالعاصمة الموريتانية نواقشط الاثنين المنصرم، في اجتماع خصص لبحث المسائل الأمنية في منطقة شمال إفريقيا، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، لكن من دون أن تقدم معلومات إضافية. * وحسب المعلومات التي تسربت من هذا الاجتماع الذي دام يومين، فإنه خصص لبحث السبل الكفيلة بالوصول إلى اتفاق أمني بين دول المغرب العربي، التي تخشى من تراجع التعاون بينها في المجال الأمني، سيما بعد سعي دول كبرى، بينها فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، التي حاولت عبثا إقامة قاعدة لقيادتها العسكرية في إفريقيا (أفريكوم) بإحدى دول المغرب العربي، لمواجهة تمدد تنظيم "القاعدة"، غير أن كل محاولاتها باءت بالفشل، ليستقر بها الأمر على إقامة "أفريكوم" على أرض جزيرة صقلية الإيطالية. *