ماء ليس كالمياه في غرداية/ صورة: ح.م دعت لجنة الصحة وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الولائي لغرداية إلى الوقف الفوري لعملية إمداد سكان أحياء بابا السعد الشرقي، بابا السعد الغربي، العين، بوحديبه وغيرها بمياه الشرب من الخزان الممول لهذه الأحياء بالمياه، نظرا لتلوثها وما تشكله من خطورة على صحة المواطنين، * مطالبة بإيفاد لجنة مختصة للتقصي في حقائق هذه القضية ومقاضاة كل من تسبب في هذه الوضعية الخطيرة بالإضافة إلى التعجيل في ترميم واستحداث الخزانات وفق المقاييس المعمول بها وطنيا. * وحسب السيد طباخ الحاج، رئيس لجنة الصحة وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الولائي لغرداية فإن الزيارة التي قادت أعضاء اللجنة رفقة كل من رئيس لجنة التجهيز والعمران ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية إلى الخزان مكنتهم من الوقوف على خطورة الوضع، وفي هذا الإطار كشف التقرير الذي أعدته اللجنة - تلقت الشروق اليومي نسخة منه - "أنها لم تكن تتصور أن هناك واقعا بهذه الخطورة والقذارة واللامبالاة.. ولا يمكن أن يتصوره أو يصدقه أي عاقل، فالمياه التي يشربها المواطنون (أطفال، نساء، رجال، شيوخ...) تخزن وتمرر عبر خزان لا تتوفر فيه أدنى الشروط التقنية والصحية". * وأورد التقرير جملة من العيوب والنقائص والتجاوزات المسجلة على مستوى الخزان منها الانعدام التام للحماية الخارجية للخزان، فأبوابه أكلها الصدأ وفقدت فاعليتها بسبب قدمها مما يسمح بالتسلل لكل من سولت له نفسه الدخول إلى الخزان وخاصة من ناحية الجبل وكذلك التشققات والتصدعات الموجودة في الكثير من أنحائه لعدم ترميمه منذ مدة طويلة. * يضاف إلى ذلك الالتصاق المباشر لسطح الخزان بالجبل مما يسمح بتسرب مياه الأمطار المنحدرة بما تحمله من أتربة وأوساخ وقاذورات مباشرة في وسط الخزان عبر الباب، وما أثار استغراب اللجنة هو كون الخزان مفتوح مباشرة على الهواء مما يسمح ل(الأتربة والحشرات والطيور.. وغيرها) بالسقوط مباشرة في المياه الصالحة للشرب مما تسبب في تكون طبقة كبيرة من الطحالب على الجدران الداخلية للخزان وبالتالي تلوث المياه، ويضيف التقرير أن الأغرب من ذلك كله هو انعدام التجفيل في الخزان، حيث وقفت اللجنة في عين المكان على حاوية صغيرة من البلاستيك فارغة وعليها آثار القدم بمحاذاة فتحة الخزان وموصولة بأنبوب "صيروم" مباشرة بالمياه، وحسب المواطنين فإن الحاوية وضعت خلال كارثة فيضان أكتوبر ومن يومها لا اثر للتجفيل، كما سجلت اللجنة وجود آثار أيدي الأطفال ملطخة بمواد غير معلومة في الجدار الداخلي للخزان مما يعني أن الخزان أصبح مسبحا للأطفال. * وأمام هذا الوضع، نددت اللجنة بما وصفته إهانة واستهتارا بأرواح المواطنين وسلامتهم، كون هذه الوضعية تسمح بانتشار الكثير من الأمراض الخطيرة والأوبئة، واخطر ما تتخوف منه اللجنة أن يكون استعمال هذه المياه الصالحة للشرب قد بدأ في تكوين أعراض لأمراض خطيرة بين المواطنين.