التقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بأطراف الأزمة الموريتانية بشكل جماعي لأول مرة منذ وصوله إلى نواقشط ضمن زيارة رسمية تتخللها وساطة بين الأطراف المتصارعة على السلطة منذ الانقلاب الذي قاده الجيش سنة 2008. * وقد ضم اللقاء ممثلين عن كل البرلمانيين الداعمين للمجلس الأعلى للدولة ورؤساء أحزاب الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، وتكتل القوى الديمقراطية ورئيسي غرفتي البرلمان الموريتاني (مسعود ولد بلخير، وبا مباري) ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي المقال أحمد ولد سيدي بابه. * ويعتبر هذا اللقاء هو الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة الموريتانية بعد انقلاب السادس من أوت، كما يعتبر مرحلة جديدة من الحوار بين أطراف الأزمة الذين استمعت إليهم القيادة الليبية على انفراد خلال الأيام الماضية في موريتانيا وليبيا. * وقالت مصادر سياسية مشاركة في الإجتماع ل "الشروق" إن الزعيم الليبي ورئيس الإتحاد الإفريقي حث الزعماء الموريتانيين على المشاركة في الحوار المزمع إطلاقه وتقديم تنازلات مهمة من أجل التوصل إلى حل للأزمة القائمة قائلا إن فشل الإتحاد الإفريقي في وجود حل للأزمة القائمة سيعرض البلاد لمزيد من الإنكشاف السياسي ويجعل الدول الأجنبية العدوة للأمة تتدخل مستغلة الفرقة القائمة. * وطالب الوسيط الليبي بالضغط على العسكريين لتوقيف أجندة الإنتخابات الرئاسية القادمة، معتبرين أن السير في ترتيبها من جانب واحد هو إعلان فشل مبكر للحوار وأمر لا يمكن القبول به تحت أي ظرف. * من جهة ثانية أمّ الزعيم الليبي معمر القذافي آلاف المصلين في موريتانيا بمناسبة صلاة المغرب التي يقيمها سنويا بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف. وقال في كلمة إن الأشراف اضطهدوا وتعرضوا للتنكيل منذ تعرض آل البيت لهزيمة أمام أنصار معاوية بن أبي سفيان. * وتعرض الزعيم الليبي معمر القذافي للأزمة التي دارت في صدر الإسلام قائلا إن آل البيت اضطروا إلى الفرار نحو مناطق شاسعة من إفريقيا وأوربا وتغيير أسمائهم بعد الهزيمة، مشبها معاملة أنصار معاوية لهم بمعاملة المسلمين في اسبانيا بعد سيطرة المسيحيين. * وقال الزعيم الليبي معمر القذافي إن قيام الدولة الفاطمية من شأنه إنهاء مأساة الأشراف، لأنها الدولة التي تبنى على العلم والثقافة والتوسع نحو أرجاء المعمورة. وانتقد ما أسماه ظهور بعض الفرق الضالة كالسلفية والزندقة والجماعة الإسلامية المسلحة، مشددا على أن الفرق كانت وبالا على التاريخ السياسي الإسلامي وإن الحل يكمن في ظهور الدولة الفاطمية التي كانت -وفق رأيه- أساسا لنهضة المسلمين لمدة 270 سنة، داعيا الدول الإسلامية إلى وقف اضطهادها للأقليات الإسلامية الموجودة على أراضيها من بقايا الفاطميين والسماح لهم بالعمل بكل حرية دون الخوف من الملاحقة التي قال إنها يجب أن تتوقف لأنه ولى زمن اضطهاد الأشراف.