صورة الشروق لا أحد كان يتصور أن تعرف مواجهة شباب قسنطينة وشبيبة سكيكدة أحداث عنف مأساوية، بالنظر إلى عودة الفريقين إلى التحلي بالروح الرياضية، إضافة إلى سير مباراة الذهاب في ظروف عادية. * * الأمر الذي جعل أنصار "السياسي" يتنقلون بقوة إلى ملعب سكيكدة الجمعة لمؤازرة فريقهم ولم يكونوا ينتظرون بالمرة أن يذهبوا ضحية وفائهم للألوان الحضراء والسوداء بعدما عاشوا جحيما أسود قبل المباراة وبعدها وكل الأمور كانت توحي بعدم بداية اللقاء على خير، حيث كانوا محاصرين من كل جهة، وتعرض العديد منهم لاعتداءات خطيرة بالأسلحة البيضاء والعصي. * وقد راح ضحية هذه الاعتداءات مناصرين من "السياسي" فارقا الحياة في منظر مؤلم حسب شهود عيان أكدوها ل "الشروق" ولا يتعدى عمراهما 18 سنة، الأول فارق الحياة قبل بداية اللقاء ويقطن بفصيلة سعدان بعد تأثره بالجروح العميقة التي تلقاها، والثاني بعد المباراة ويقطن بواد الحد عمره 21 سنة بحجر تلقاه على مستوى الرأس، وقد حاولنا الاتصال بالمستشفى الرئيسي لمدينة سكيكدة لمعرفة كل هذه الأسباب إلا أنه لا أحد يرد. * * ثالث ضحية واختفاء مناصر في ظروف غامضة * مناصر آخر كان في حالة خطرة، أشارت جهات أخرى، إلتحق بقائمة الضحايا بعد تأثره بإصابته على مستوى الرأس، حيث وحسب هذه الجهات فإن المناصر لفظ أنفاسه الأخيرة بجميلة رمضان ببلدية الحروش، كما اختفى أحد المناصرين الشباب يقطن بالخروب (حي 900 مسكن). * ولم يقتصر الأمر على هذا الحد فقد تعرض أزيد من 30 مناصرا إلى جروح وإصابات متفاوتة منهم من يوجد تحت المراقبة الطبية، بسبب تعقد حالتهم الصحية وإصابتهم على مستوى الرأس بعد التهاطل الكبير للحجارة مثل المطر على رؤوسهم، إضافة إلى تحطم العديد من السيارات التي كانت بالقرب من الملعب، ولو لا تدخل رجال الدرك لكانت الكارثة، هذه الأمور السلبية وما جرى لأنصار "السياسي" جعل مسؤولي النادي القسنطيني ينددون بشدة بتلك التصرفات من أنصار سكيكدة وبقوة متأثرين جدا مما حدث لأنصارهم رفقة كل اللاعبين، مؤكدين أن ما جرى لا يخدم العلاقة المستقبلية بين الفريقين والوقت الذي وجدنا فيه لاعبي "السياسي" في حديثنا معهم غير قادرين على الكلام جراء ما حدث لأنصارهم، حتى أنهم لم يفرحوا بالتعادل المحقق والذي عزز حظوظهم في الصعود، متسائلين عن حالة المناصرين، حيث تأسفوا كثيرا لما حدث لهم. * يذكر فقط أن لاعبي شباب قسنطينة غادروا الملعب بعد ساعات من بهاية اللقاء تحت حراسة أمنية مشددة من رجال الدرك، نظرا لأعمال الشغب التي عرفتها المدينة عقب نهاية اللقاء.