لا تزال العائلات المنكوبة بالمدرسة المهجورة في حي الاسكندرية وسط البليدة تعاني لغاية الساعة التهميش والإقصاء والحرمان من أبسط الحقوق المدنية والمواطنة منذ 30 سنة مرت على ترحيلهم إليها من طرف السلطات البلدية، التي وعدتهم آنذاك بتسوية وضعيتهم في أقرب الآجال. معاناة العائلات ال 09 بدأت عندما احترقت مساكنها في بلدية بوعرفة بسبب شرارة كهربائية في 1979، تم ترحيلها آنذاك مؤقتا إلى الخيام بحي الدرويش غير أنها تفاجأت بالفيضانات التي جرفتها، لتتدخل السلطات البلدية ثانية وتقوم بإرسالها إلى المدرسة المهجورة بحي الاسكندرية وسط مدينة البليدة، حيث سلمت لهم شهادة إثبات حالة (منكوب) من طرف بلدية البليدة في نوفمبر 1986، ليبقى مصيرهم مجهولا أمام تعنت المسؤولين في إيجاد حل لهم. وفي وقفة "الشروق اليومي" على "مدرسة المنكوبين" تجلت بوضوح المعاناة اليومية التي يعيشها السكان، روائح كريهة جراء انسداد قنوات الصرف الصحي بسبب اشتراكهم في مرحاض واحد وما يشكله من أضرار على صحتهم، إضافة إلى الرطوبة المنتشرة عبر القاعات التي حوّلوها بإمكانياتهم الخاصة إلى حجرات للنوم والطبخ والغسل، في حين أن الأسقف عبارة عن ألواح من "الزنك والترنيت" التي تزيد من شدة الحرارة صيفا وتعرضهم للبرد وترسبات مياه الأمطار شتاء وحدوث شرارات كهربائية خطيرة بسبب تسرب مياه الأمطار، مستنجدين بأعوان الحماية المدنية في كل مرة تداهمهم فيها الأمطار الجارفة، أما الجدران فهي عبارة عن ألواح شبه كرتونية، مما سهّل تسلل الغرباء وسرقة أمتعتهم في كل مرة، ناهيك عن انتشار أمراض الحساسية والتنفس وتعرض آخرين إلى إصابات سببت لهم إعاقات مزمنة بغض النظر عن الحوادث التي تعترض أطفالهم بسبب اللعب وسط الطرقات لانعدام المساحات الخضراء.