"سوسييني جينيرال" من أكبر المؤسسات الفرنسية المستثمرة في الجزائر كشفت الوكالة الفرنسية للتنمية الدولية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، أن فرنسا هي أول مستثمر أوروبي في الجزائر خارج قطاع المحروقات بحجم استثمارات فاقت 5 مليار دولار. * * مضيفا أن عدد الشركات الفرنسية المستثمرة مباشرة في الجزائر تجاوز 380 مؤسسة فرنسية في قطاعات الموارد المائية والبيئة والتطهير وهي القطاعات التي سجلت دخولا قويا للمؤسسات الفرنسية، فضلا عن القطاع الصيدلاني والتجهيزات الطبية وتجهيزات المستشفيات والتكوين ومكاتب الدراسات والخبرة والهندسة والنقل بالسكك الحديدية وخاصة مشاريع كهربة خطوط السكة والترامواي والميترو وبناء عربات الترامواي وإنتاج الكهرباء، وسوق السيارات الخفيفة والنفعية وقطع الغيار، ووفرت الشركات الفرنسية العاملة في الجزائر حوالي 7000 وظيفة مباشرة بغرض تعزيز التواجد في مجال الخدمات المصرفية والبنكية بشكل واسع من خلال البنوك الفرنسية الرئيسة ومنها "سوسيتي جنرال" و"بي أن بي باري با"، إلى جانب مؤسسات مالية ومنها مجموعة "سيتيلام" المختصة في تسيير قروض الاستهلاك. * وتشير الوكالة التابعة مباشرة لوزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية، إلى أن الوجهة الجزائرية تعتبر أولوية بالنسبة للشركات الفرنسية على المدى الطويل نظرا لتنوع السوق الجزائرية وتوفرها على فرص نمو عالية جدا بالمقارنة مع الفرص التي تتيحها الأسواق المتوسطة على الإطلاق لتوفرها على عوامل جد تنافسية من طاقة وقرب من الأسواق الأوروبية، وتوفر بنوكها على إمكانات تمويل عالية جدا بفضل السيولة المرتفعة المتوفرة على مستوى البنوك الجزائرية. * وبلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الجزائر حسب الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة ب5 ملايير دولار وهو المبلغ الذي ينتظر أن يتضاعف بحوالي ثلاث مرات خلال السنوات الخمس القادمة من خلال المشاريع المتوقع أن تؤول للمجمعات الفرنسية في إطار البرنامج الخماسي القادم الذي خصصت له الحكومة الجزائرية 150 مليار دولار، وهو الموضوع الذي سيأخذ حصة الأسد في مباحثات الرئيس بوتفليقة ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال زيارة الدولة المقررة في منتصف جوان القادم إلى العاصمة باريس. * وسجلت وكالة تأمين الصادرات الفرنسية "كوفاس" ارتفاع عدد الشركات الفرنسية المهتمة بالسوق الجزائرية كونها سوقا في مرحلة تحول هيكلية على جميع الأصعدة، معتبرة أن السوق الجزائرية تتوفر على إمكانات نمو اقتصادي الأهم في المنطقة المغاربية، وهو ما دفع بحركة المؤسسات الفرنسية "ميداف أنترناسيونال" إلى توجيه دعوة ملحة للشركات الفرنسية بالانفتاح السريع على السوق الجزائرية من أجل التموقع في الوقت المناسب قبل استحواذ المؤسسات الصينية على الساحة التي كانت إلى وقت قريب شبه خالية. * وخفضت وكالة تأمين الصادرات الفرنسية "كوفاس" من تصنيفها الخاص بخطر الجزائر إلى مستويات متقاربة مع العديد من الدول الأوروبية والشرق أوسطية التي تتمتع بحالة استقرار جيدة واحتياطي الأهم من نوعه في القارة الإفريقية إلى جانب استقرار سياسي بدأ يتبلور بشكل واضح، وهو ما شجع قطاع الأعمال الفرنسي على التوجه نحو الجزائر، مضيفا أنها تلقت عددا كبيرا من طلبات التأمين لشركات تريد التعامل مع السوق الجزائرية وهو دليل على جاذبية السوق الجزائرية التي تأتي في مقدمة البلدان الإفريقية في مجال التغطية متقدمة عن تونس والمغرب وجنوب إفريقيا. *