يعاني الطفل زقاوي أيمن، البالغ من العمر 5 سنوات والساكن بدوار عين البيضاء بوهران، من سمنة مفرطة، الأمر الذي حوّل حياته وحياة والديه إلى جحيم، حيث لا يعلمان ما مصير ابنهما ووزنه يزداد عن الحدود الطبيعية يوما بعد يوم. زارت »الشروق اليومي« بيت أيمن وتطلعت إلى الفقر المدقع الذي يعيشونه، حيث لا يملكون سكنا فهم حراس لبيت ليس ملكا لهم، والأب في بطالة مستمرة، حيث أنه لم يستطع تأمين نفقات ابنه من مأكل وملبس.أيمن ولد طبيعيا وبلغ وزنه 2.8 كلغ، لكن مشكلته بدأت عندما بلغ 4 أشهر، حيث كان يستعمل بخاخة ربو وبعد شهرين، أي عندما بلغ 6 أشهر، أخذ وزنه يتزايد باستمرار، وعند بلوغه 3 سنوات أصبح وزنه 63 كلغ! أخذه والداه إلى مستشفى مايو بباب الوادي بالعاصمة، حيث خضع للتحاليل الطبية التي أكدت أنه بصحة جيدة وأكد الدكاترة والأطباء هناك بأن لا وجود لأعراض قد تنتج عنها البدانة، كالسكري أو القلب أو الكولسترول... وعندما أصبح أيمن في الرابعة من عمره بلغ وزنه 74 كلغ، فنقله والداه مرة أخرى إلى مستشفى مصطفى باشا، حيث اندهش الأطباء هناك ولم يعرفوا سبب هذه السمنة المفرطة.بدموع محتبسة تروي لنا الأم سعيدة التي لم تسعد منذ أن أصيب ابنها بهذا المرض والأب مختار الذي لم يختر مصير ابنه بيده عن حياته اليومية؛ إذ أنه لا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية مثل باقي الأولاد حيث أن أمه هي من تتولى قضاء كافة حاجياته من إطعام وتنظيف وغير ذلك من المهام الأخرى، مشيرة إلى أنه لا يعرف الذهاب إلى المرحاض لقضاء حاجته، خاصة وأنه يستعمل حفاظات البول ذات الحجم الكبير والتي لا تليق به أحيانا، إذ تضطر أمه لاستعمال الشريط اللاصق في ربطها له، الأمر الذي أنهكها وأيضا لا تجد الملابس التي تتناسب مع حجم جسمه فهو يرتدي ملابس أكبر من مقاس والده ويلبس حذاء رقم 40 وهو الذي لم يتجاوز الخمس سنوات، مما جعله يعاني أزمة نفسية، حيث يواجه المضايقات أينما حلّ ويتعرض للضرب والرشق بالحجارة بمجرد خروجه من المنزل من طرف أطفال الحي الذين يضحكون عليه، مما جعله في كل مرة يردد على مسامع أمه»"أريد أن أعمل رجيم لألعب مثل باقي الأطفال«. وأبدت الأم تخوّفها من شيئين هامين في حياة أيمن ليمارس حياته الطبيعية، فهي متخوفة أولا من عملية ختانه لأن عملية التخدير لا تتناسب مع حجمه، وحسب الأطباء سوف يحتاج لجرعة قوية قد تؤدي إلى هلاكه. أما المشكل الثاني، فهو أنه مقبل على الدراسة الدخول الاجتماعي المقبل، فكيف له أن يدرس والمدرسة بعيدة عن البيت وهو الذي لا يستطيع التنقل إلا بصعوبة من غرفة لغرفة أخرى كما أنها خائفة من نظرة المجتمع لابنها خاصة الجزائري الذي لا يرحم.ويشير الملف الطبي، الذي تحصلت »الشروق اليومي« على نسخة منه أن هناك عامل وراثي حيث أن خالته وابن خالته مصابين بمرض السمنة المفرطة.وأخيرا يستنجد والدا أيمن بالسلطات المعنية لإيجاد حل لابنهما الذي يعاني في صمت لنقله لتشخيص حالته خارج الوطن.