السيدة غالية تحوّلت حياة سيّدة في ال 47 من العمر بوهران إلى جحيم بعد حادث حريق تعرضت له قبل 6 أشهر، أدّى إلى قطع يدها وتشويه وجهها بالكامل، إلى درجة أنّها لم تعد تقدر على تناول قوتها إلاّ باستعمال الأنابيب، فضلا عن إصابتها على مستوى عدّة أنحاء من جسدها. * لم تكن السيّدة "بخالد غالية" إلى غاية يوم 16 أفريل الماضي تظن أن حياتها ستنقلب رأسا على عقب بكثير من المعاناة واليأس بعد أن تعرضت لحادث أليم غيّر ملامح وجهها ولم يعد بإمكان الآخرين النظر إليها أكثر من 30 ثانية بسبب ما لحقه من تشويه، حيث ذكرت أنها في نفس اليوم تلقت مكالمة من زوجها يخبرها بقدوم ضيوف وعليها تحضير وجبة الغداء، وقد سارعت على إثر ذلك بالتحضير أين تقيم بحي بوعمامة الفوضوي، حيث وأثناء تواجدها بالقرب من الموقد، أحسّت بدوار لتقع على النار دون أن تشعر بالألم. * ومكثت في هذه الوضعية مدّة من الوقت كانت كافية باحتراقها كما يحترق "البوزلوف" عند تحضيره للطبخ، وأصيبت بجروح خطيرة من الدرجة الثالثة على مستوى كامل جسدها بما فيه الوجه الذي انطمس الجانب الأيمن منه كليّة، وكذا على مستوى اليد والرجل وأجزاء أخرى، ولولا تدخّل أفراد عائلتها لإخراجها من لهيب نار الموقد لكادت تتفحّم هناك، حيث تم نقلها بعد ذلك إلى مصلحة الاستعجالات ثم على الجناح رقم 2 بمصلحة الحروق أين صرح الأطباء لعائلتها أنها نجت من الموت بأعجوبة، ومكثت هناك مدة ثلاثة أشهر تخضع للعلاج بضمّادات على مستوى كامل جسدها، وعلى الرغم من ذلك فإنها غادرت المستشفى مشوّهة بالكامل ولا يمكنها تناول الطعام إلا ما تيّسر من السوائل عن طريق الأنابيب لأنها أصيبت بإعاقة على مستوى الفم، كما أنه تم بتر يدها اليسرى وهي تعاني منذ ذاك الحين نمطا قاسيا من الحياة وسط الفقر المدقع الذي تتخبّط فيه عائلتها، إذ لا يمكنها حتى تأمين قوتها اليومي على غرار باقي العائلات المتجمعة بحي بوعمامة والمعروفة بأنها تترنح تحت خط الفقر. * وأمام العجز الذي أصيبت به "غالية" لم تجد ابنتها ذات ال 19 ربيعا غير التوقف عن الدراسة للقيام بأشغال المنزل وإعانة والدتها، وصار الحلم الوحيد الذي يراود هذه الأم ذات الثلاثة أولاد، هو القيام بعملية جراحية على مستوى الوجه وأجزاء أخرى من جسدها قيل لها إنها تكلف مبالغ معتبرة بتونس أو إسبانيا ولا قدرة لها على ذلك، فلم يعد أمامها غير طلب المساعدة ويد العون من المحسنين لتخليصها من الجحيم الذي تكابده يوميا منذ 6 أشهر.