زعيم الإرهابيين، تتساقط عنه أوراق التوت تباعا يرى متتبعون للشأن الأمني، أن موقف عماري صايفي المعروف ب"عبد الرزاق البارا" الذي أعلن فيه براءته وتنديده من كل جرائم "الجماعة السلفية"، يعد دفعا قويا للمبادرة التي أطلقها حسان حطاب لتفعيل مسعى المصالحة الوطنية ويشكل قطيعة بين قيادة "درودكال" وجميع مؤسسي التنظيم، على خلفية "الموقع" الذي يحتله "البارا" لدى المسلحين، كونه كان معتقلا موقوفا ولم يسلم نفسه، ويعرف عنه تشدده في مواقفه وعدم "خضوعه" أو تنازله بسهولة، ويعتبر "البارا" قائدا ميدانيا وهو الرقم الثاني في "الجماعة السلفية" بعد حسان حطاب ويتميز بسلطة معنوية على أفراده. * ومن هذا المنطلق، حاولت قيادة درودكال توظيف ورقته في عمليات اختطاف السياح الأجانب التي تبنتها بمقايضته "شكليا" مقابل الإفراج عن هؤلاء، ويكون "البارا" برسالته الخطية الأخيرة التي حرص على تحريرها بخط يده لقطع الطريق أمام التأويلات، الى سحب هذه الورقة من قيادة "درودكال" وتعرية نواياه الحقيقية التي لاتخرج عن "الفدية" والهدف المادي. * ولم يعتمد "البارا" خطابا هادئا ولم يكتفي بدعوة رفقائه الى وضع السلاح مما يعكس سلطته المعنوية عليهم رغم وجوده رهن الاعتقال، خاصة جماعة الشرق التي تضم متشددين، بل كان عكس حسان حطاب "لاذعا وشرسا" اتجاه درودكال الذي خرق ميثاق أمان المدنيين وشوه التنظيم وأدى الى انحرافه، وذهب في اتجاه الدعوة الى "الخروج" عن قيادة "درودكال" عندما يقول "من أمر بالمعصية من أمرائكم فلا طاعة لهم عليكم، فقتل المدنيين هو منهج الخوارج"، وأكد المعلومات التي حاولت قيادة "درودكال" نفيها عدة مرات تتعلق باستهداف مدنيين في العمليات الإنتحارية. * ويتوقع متتبعون للشأن الأمني، أن يثير موقف "البارا" ارتدادات في تنظيم "درودكال" الذي كان يراهن على المساجين وأيضا العسكريين السابقين الذين التحقوا بالعمل المسلح و"لايمكنهم التراجع" للطعن في المصالحة الوطنية وإقناع أتباعه بعدم تسليم أنفسهم، كما يكرس هذا الموقف القطيعة بين قيادة "درودكال" الذي قال عنه "البارا" إنه أمير محدود استولى على إمارة الجماعة و مؤسسي التنظيم بالقول "ما بقي من الإخوة الذين أسسوا الجماعة أحياء إلا ثلاثة وهم حسان حطاب وعبد الرزاق البارا نائبه وأبو زكريا طبيب الجماعة"، ويقصد سعيد شريف المكنى زكريا أمير اللجنة الذي سلم نفسه ويقود مبادرة المصالحة مع حطاب وعبد البر ومصعب أبو داود وحذيفة "المونشو". * أكدت مصادر من أوساط القياديين في تنظيم "الجماعة السلفية" الذين سلموا أنفسهم، أن خرجة "عبد الرزاق البارا" نائب حسان حطاب مؤسس "الجماعة السلفية" وأمير المنطقة الخامسة سابقا، تندرج في إطار تفعيل مبادرة حسان حطاب الخاصة بمسعى المصالحة الوطنية بعد أن كان أول المبادرين لها ليلتحق به رفقاء الأمس أو من بقي منهم.