المقابلة سوف تكون تكتيكية بالأساس ستكون المعركة كبيرة على خط التماس مساء اليوم أكبر منها فوق أرضية الميدان بين المنتخبين الجزائري والمصري، لأن مقاليد قيادة معركة تشاكر ستكون بأيدي المدرب الوطني رابح وسعدان الملقب "بالشيخ" والناخب المصري حسن شحاتة "المعلم"، اللذان أعدا العدة من أجل الفوز بالموعد المرتقب بين الكتيبتين من خلال التربص لعدة أيام خارج الديار. * * فالخضر حضروا بفرنسا، ولم يلعبوا أي مباراة ودية فيما فضل المصريون التربص بمسقط العمانية وخوض مواجهة ودية ضد المنتخب المحلي، صاحب آخر تاج خليجي، ولو أن شحاتة فضّل التمويه بالمناسبة، من خلال اعتماد خطة أخرى مغايرة تماما لتلك التي سيخوض بها مباراة الجزائر.. * * بين هدوء سعدان وانفعال شحاتة * رابح سعدان المعروف بهدوئه التام، قد يكون الأوفر حظا من نظيره المصري شحاتة، بالنظر إلى عاملي الأرض والجمهور، وفي ذلك، فرصة له لتأكيد تفوقه على الفراعنة خاصة وأنه سبق وأن فاز عليهم في كأس إفريقيا 2004 بتونس بهدفين لواحد، ولكن شحاتة حينها لم يكن مع المنتخب المصري الأول. * ويبقى التساؤل حول طريقة اللعب أو الخطة التي اختارها سعدان للإطاحة بالمصريين، بحيث راجت قبل ساعات قليلة بأنه حضر خطتان للإطاحة بالمصريين وتكرار سيناريو ملحمة سوسة 2004 . * ويكون المسؤول الأول عن العارضة الفنية للخضر قد اعتمد سياسة التمويه، خاصة وأن بعض المصادر المقربة من الخضر كشفت عن التشكيلة المحتملة للخضر قبل 24 ساعة عن موعد اللقاء، وتم اختيار نفس اليوم الذي وصلت فيه البعثة المصرية لإعلانها، بحيث أشيع أن سعدان سيعتمد خطة 3/5/2 . كما تم الإعلان عن استبعاد الظهير الأيمن سليمان رحو والمهاجمين غيلاس وبوعزة، وهذا بغية خلط حسابات الطاقم الفني المصري الذي يتوق لمعرفة أدنى الأخبار عن الخضر واستعداداته. * وستكون الأنظار مصوّبة نحو محفظة سعدان السوداء التي لا تفارقه حتى خُيّل إلينا أنها تحمل بداخلها الخطط السحرية التي كان لها الفضل في الفوز بثلاث مباريات خلال الدور التصفوي الأول بملعب البليدة، والعودة بنقطة التعادل من رواندا في المباراة الفارطة. * * مباراة اللاعبين * المدرب حسن شحاتة يعد من أعمدة الكرة المصرية بفضل انجازاته التاريخية، فقبل إشرافه على منتخب الفراعنة الأول، كان مدربا لأواسط مصر وتأهل معه إلى كأس العالم التي احتضنتها الإمارات العربية سنة 2005. * ووضع الاتحاد المصري ثقة كبيرة في إمكانيات شحاتة وتم تعينه مدربا لمنتخب الأكابر، وتوّج معهم بكأس إفريقيا التي احتضنتها مصر 2006 على حساب المنتخب الإيفواري بركلات الترجيح، وأكد شحاتة كفاءته واستحقاقه لقيادة أقوى منتخب في إفريقيا، وتنقل إلى غانا في جانفي 2008 وبدء بسحق الكامرون في أول مباراة بأربعة أهداف وأنهى الدورة بفوزه على حساب نفس المنتخب ولو أنه جاء بشق الأنفس بفضل هدف يتيم وقعّه أبو تريكة. * ولعل انجازات المدرب المصري شحاتة هي التي تجعله اليوم يتطلع للتفوق تكتيكيا على الناخب الجزائري رابح سعدان، ولكن ما يعيب عن صاحب الانجازين التاريخيين مع الفراعنة النرفزة وتوتر الأعصاب بسرعة فائقة، وهو الأمر الذي أثر عليه كثيرا في بعض مواجهات مصر، ويظهر ذلك جليا من خلال تصرفاته وانتقاداته للاعبيه أثناء المواجهات، خاصة إذا كان أشباله منهزمون أولم يطبقوا تعليماته فوق أرضية الميدان، وهذه النقطة قد تخدم الخضر كثيرا. * وكما فعل سعدان فقد اعتمد شحاتة على السرية في التحضير لهذه المواجهة، وأبى أن يكشف عن كامل أوراقه في المواجهة الودية الأخيرة ضد منتخب عمان، بحيث أقحم تشكيلة ممزوجة بين الأساسيين والاحتياطيين. * الرجلان سيلتقيان وجها لوجه سهرة اليوم في حوار الشيخ والمعلم، قد لا تكفي فيه الخبرة وحدها لحسم الأمور، ما دام أن الجميع اصطلح على التأكيد بأن الموعد هو موعد اللاعبين، وقد لا تنفع كل الخطط والتكتيكات أمام ما يمكن أن تفعله الإرادة فوق الميدان. *