هاجمت وزارة الداخلية في المغرب حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض متهمة إياه بالتحريض والكذب وإثارة الاحتجاجات والإخلال بالأمن العام "للتغطية على فشله" في عقد تحالفات لرئاسة مجالس المدن الكبرى بعد الانتخابات البلدية الأخيرة، في حين قرر حزب الأصالة والمعاصرة مقاضاة الأمين العام للحزب الإسلامي عبد الإله بنكيران بتهمة القذف.وانتقدت الوزارة الاتهامات التي وجهها لها الحزب الإسلامي في ما يتعلق بسلوكها إبان انتخابات مجالس المدن الكبرى بعد الانتخابات البلدية التي جرت يوم جوان الماضي.وكان قياديون من العدالة والتنمية اتهموا الوزارة بما سموه "حيادها السلبي" في بعض المدن أثناء اقتراع 12 جوان ، ويقصدون بذلك عدم تدخل الوزارة لوقف الخروقات، كما اتهموا أجهزتها بالتدخل في سير تحالفات انتخابات مجالس بعض المدن بالضغط على المنتخبين كي لا يتحالفوا مع الإسلاميين ويمكنوهم من إدارة بعض البلديات.وقالت الوزارة إن اتهامات العدالة والتنمية "عارية عن الصحة وتهدف إلى الطعن في سلامة العملية الانتخابية". وأدانت استعمال بعض قياديي الحزب تعابير مثل "الإرهاب" و"ذبح الديمقراطية" مؤكدة أنه تم اتهام مسؤولين من دون تقديم الدليل، وأن الحزب لعب دور الضحية.وكانت عضوة في حزب الحركة الشعبية المعارض اتهمت حزب العدالة والتنمية بالضغط عليها، ومحاولة رشوتها لثنيها عن الانضمام للتحالف الذي قاد حزب الاستقلال الحاكم لحيازة رئاسة بلدية وجدة شرقي البلاد.وجاء هذا الاتهام بعد أن كانت العضوة المعنية قد صرحت في وقت سابق أن جهات أمنية ضغطت عليها من أجل أن تتخلى عن تحالفها مع الإسلاميين، وأضافت أن هذه الجهات أكدت لها أن العدالة والتنمية غير مرغوب في رئاسته لبلدية وجدة.وقال عبد الله بها نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن ما سمتها وزارة الداخلية اتهامات من الحزب، ما هي إلا شهادات أدلى بها بعض نوابه في اجتماع للجنة الداخلية في البرلمان بصفتهم شهود عيان حضروا بعض الأحداث التي صاحبت انتخاب مجالس المدن.وأضاف في تصريح لقناة الجزيرة أن الداخلية أنكرت وقوع خروقات بدل أن تتحمل مسؤوليتها وتحقق في صحة ما أدلى به النواب، مشيرا إلى أن حزبه طالب بتكوين لجنة برلمانية تحقق في هذه الخروقات و"تميز الصدق من الكذب في ما تقوله وزارة الداخلية".وعن الاتهام بمحاولة رشوة عضوة حزب الحركة الشعبية، قال بها إن ذلك "افتراء وكذب" مضيفا أن المعنية تلت بيانا وهي مرتبكة، وأن نوع الرشوة الذي تحدث عنها البيان هو الحج، وهو "أمر لا يملكه الحزب" لأنه يحتاج إلى إجراءات إدارية في وزارة الأوقاف المغربية.وأضاف أن "المقارنة بين تصريحاتها السابقة وبين البيان الذي تلته وهي مرتبكة، تبين ما هو الكلام الصادق وما هو الكلام الذي أملي عليها".ومن جهة أخرى قرر حزب الأصالة والمعاصرة –الذي أسسه فؤاد عالي الهمة صديق الملك المغربي محمد السادس- مقاضاة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران بعد اتهامه بالقذف بحق المنتسبين له ووصفهم بالإرهابين وذوي النزعات الاستئصالية.واعتبر حزب الأصالة والمعاصرة أن قيادة العدالة والتنمية توظف ما سمّاه قاموسا خطيرا ومرعبا، وأنه اتخذ قرار اللجوء إلى القضاء بعدما تحاشى لفترة طويلة الدخول في ما سماه "سجالا عقيما" و"معارك جانبية" إزاء "العنف اللفظي" الذي اتسم به خطاب الحزب الإسلامي.وكان بنكيران قد اتهم فؤاد عالي الهمة بممارسة نوع من الوصاية على الملك محمد السادس، كما اتهمه باستخدام أجهزة الدولة في الانتخابات البلدية.وتعليقا على قرار لجوء الأصالة والمعاصرة للقضاء قال بها إن ذلك من حقه، مؤكدا أن العدالة والتنمية سيقدم هو الآخر ما لديه في هذا الموضوع للأجهزة القضائية وسيدافع عن نفسه.وأضاف "نتمنى أن يكون القضاء مستقلا ونزيها في التعامل مع هذه القضية، وألا يتم توظيفه كما تم توظيف بعض أجهزة الإدارة لمصلحة هذا الحزب" في إشارة إلى الأصالة والمعاصرة.