مياه العرب..تُحرم منها شعوبهم ويشربها عدوّهم دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الإثنين، من الجزائر إلى استراتيجية عربية موّحدة لمجابهة سرقة إسرائيل للمياه الفلسطينية واللبنانية والأردنية والسورية. * * وطالب رسميا من البلدان العربية المعنية بالتحرك العاجل عربيا ودوليا لاسترجاع المياه التي تقوم إسرائيل بنهبها منذ عقود. * وأشاد موسى بالتجربة المشتركة الجزائرية الليبية التونسية في تسيير واستغلال المياه الجوفية المشتركة للصحراء الشمالية وقال، إن شاء المجلس العربي للمياه يسمح لجامعة الدول العربية بالتكفل الصحيح بواحدة من الإشكاليات الأكثر تعقيدا في القرن الحالي، في إشارة إلى موضوع المياه. * وأوضح موسى، أن قمة الكويت الأخيرة سمحت للجامعة العربية بإدراج مسائل استراتجية مثل حماية الموارد المائية والاستغلال الأمثل للموارد العربية من هذه المادة الاستراتجية، والعمل التوافقي مع دول الجوار التي تعد مصادر للجزء الأهم من المياه العربية وخاصة تركيا والدول الإفريقية التي ينطلق منها النيل ونهر السينغال. * وتقدر الموارد المائية العربية التي تنبع من مصادر غير غربية ب139 مليار م3، وهي الكمية التي تضاف إلى الموارد التي تضاف إلى المياه السطحية العربية المشتركة وغير المشتركة المقدرة ب210 مليار م3 في السنة، بالإضافة إلى الموارد السطحية المشتركة بين العرب ودول غير عربية والتي تقدر ب174 مليار م3 سنويا، وهو ما يعني أن 82 % من مجمل الموارد المائية العربية السطحية في حاجة إلى اتفاقيات لاقتسامها. وقال موسى، إن الاجتماع الأول لمجلس وزراء المياه العرب الذي تحتضنه العاصمة الجزائرية يعد خطوة عملاقة في مجال العمل العربي المشترك وقال إن العرب مطالبون ببذل المزيد من الجهد لتوفير ما يحتاجونه من الماء كمادة استراتيجية وحيوية، لضمان الأمن السياسي والاقتصادي، مطالبا الاجتماع بتبني الاستراتيجية العربية في مجال توفير وتوزيع وتسيير الموارد المائية التي تمتد إلى غاية 2025 والتي تقوم على الاستفادة من التجارب العالمية واستغلال الإمكانات المادية والكفاءات البشرية العربية . * وأكد موسى على ضرورة اعتماد نظام معلوماتي مائي متكامل واستعمال التكنولوجيا الحديثة في كل العمليات ذات الصلة بهذا المجال موضحا أن ذلك سيساهم بطريقة علمية وواقعية في رفع قدرات المنتسبين لقطاع الموارد المائية في الوطن العربي وتحقيق الأمن المائي العربي، مشيدا بالتجربة الجزائريةالتونسية الليبية المشتركة لاستغلال مياه الصحراء الشمالية على الحدود المشتركة للدول الثلاث مطالبا في نفس الوقت كلا من سوريا والأردن ولبنان وفلسطين بالتحرك العاجل لاسترجاع مياهها المسروقة من قبل إسرائيل التي تنهب مليار م3 سنويا من سوريا على سبيل المثال. * وتستند الإستراتيجية العربية التي تمتد إلى غاية 2025، على تحديد دقيق للوضعية الراهنة ووضع خطة مستقبلية تسمح بالمعرفة الدقيقة للاحتياجات العربية في مجال الموارد المائية من جهة، والمحددات والمعوقات من ناحية ثانية، مرتكزة على تنفيذ مجموعة من المشاريع العربية المشتركة من خلال بناء نظام معلوماتي عربي متكامل خاص بالموارد المائية وتطوير البحوث العلمية ونقل التكنولوجيا والعمل على خفض التكلفة البيئية لاستخدام الماء وتوطين مبدأ الإدارة المتكاملة للموارد المائية. * * العرب يهدرون 90 مليار م3 من المياه سنويا * طالب موسى، بتوسيع التعاون مع جميع الدول التي تتوفر على تكنولوجيا متقدمة في مجال إدارة واستغلال الموارد المائية والاستفادة من مختلف التجارب وخاصة في مجال تحلية مياه البحر وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في المجالات الزراعية للحد من الكميات المهدورة سنويا والتي تقدر حسب أحدث دراسة ب90 مليار م مكعب على مستوى الدول العربية، وهي الكمية التي تكفي لسد العجز المائي إلى غاية 2050. وتقدر نسبة ضياع مياه السقي في العالم العربي ب62 % في المتوسط، أي ب61 % في المشرق العربي و65 % في الجزيرة العربية و62 % في الإقليم الأوسط المعروف بوادي النيل، وبنسبة لا تقل عن 57 % في دول المغرب العربي. * وأجمع خبراء جامعة الدول العربية على أن دول المنطقة العربية ستواجه عجزا مائيا خطيرا خلال العشرين سنة القادمة، وأن المنطقة ستحتاج في حال استمرار الحال على ماهو عليه بالنسبة لنسبة تزايد السكان وتأمين الأمن الغذائي وتطور القطاع الصناعي، إلى تأمين 550 مليار م3 سنويا من المياه سنة 2025، في مقابل قدرات محلية لا تتجاوز في أحسن الحالات 258 مليار م3 سنويا، وهو ما يعني أن العجز العربي سيبلغ عند هذا التاريخ 290 مليا م3 سنويا، وتم وضع التقديرات على أساس متواضع من نسب تأمين الغذاء العربي لا تتجاوز 24 %. بدون حساب التغيرات المحتملة لظاهرة تغير المناخ والتأثيرات المحتملة التي ستسبب تراجع المياه في المنطقة العربية. * * المغرب العربي يسبح فوق60 ألف مليار م3 من المياه العذبة * كشف وزير الموارد المائية عبد المالك سلال، أن مساحة المياه الجوفية المشتركة بين الجزائروتونس وليبيا تفوق مليون كلم مربع توجد أغلبيتها في الجزائر، مؤكدا أن حصة الجزائر من طبقة المياه الجوفية المشتركة بين الجزائر وليبيا وتونس تبلغ 700 ألف كلم مربع فيما تتقاسم كل من تونس وليبيا المساحة المتبقية. وتبلغ حصة الجمهورية التونسية 80 ألف كم2 و250 ألف كم2 للجماهيرية العربية الليبية. * وحسب الدراسات فإن نسبة المياه الجوفية الممتدة في المنطقة المشتركة بين بلدان المغرب العربي الثلاث، تقدر ب60 ألف مليار متر مكعب منها 40 ألف مليار متر مكعب موجودة بالجزائر، فيما تتقاسم كل من تونس والجماهيرية الليبية 20 ألف مليار متر مكعب. * وقال سلال أنه يتم حاليا استخراج حجم سنوي يقدر ب2.7 ملايير متر مكعب سنويا، وهي مقسمة بين الدول الثلاث، وتستفيد الجزائر من مليار و700 ألف متر مكعب وتصل القيمة المخصصة لتونس إلى600 ألف متر مكعب فيما تقدر النسبة المخصصة للجماهيرية العربية الليبية إلى 400 ألف متر مكعب في العام.