صادق المجلس الوزاري العربي للمياه أول أمس في اختتام دورته العادية الأولى المنعقدة بالجزائر العاصمة، على استراتيجية موحدة تمتد إلى غاية 2025 تسعى لتحقيق أمن مائي عربي، خاصة وأن 60 بالمائة من المياه العربية مصدرها من دول غير عربية، وفتح بقوة ملف المياه العربية المحولة إلى إسرائيل• كما شدد بيان الجزائر على ضرورة تنفيذ قرارات القمة الاقتصادية والاجتماعية العربية الأخيرة بالكويت• تبنى مجلس وزراء المياه العرب في دورته الأولى - 21 دولة عربية والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بالإضافة إلى رئيس المنتدى العالمي للمياه، وبعض مسؤولي وخبراء الدول المجاورة للعالم العربي - استراتيجية موحدة طويلة المدى تمتد إلى غاية ,2025 هدفها ضمان أمن مائي عربي يحفظ مصالح الأمة العربية وسط تحديات المنطقة• وتدور هذه الاستراتيجية حول العديد من المحاور، منها إنشاء قاعدة معلوماتية موحدة للموارد المائية للدول العربية تعمل على ضمان الحقوق المائية، كما تتابع هذه القاعدة التغيرات المناخية وتأثيرها على قطاع الموارد المائية• وتلزم هذه الاستراتيجية رفع قدرات التفاوض مع الدول غير الأعضاء في الجامعة العربية فيما يخص الاستغلال والاستفادة المتبادلة والبحث العربي المشترك في القطاع، خاصة ما تعلق بتقنيات تحلية مياه البحر، وإعادة رسكلة المياه المستعلمة، التي من شأنها أن تستعمل في قطاعات اقتصادية كالزراعة• وفي هذا الصدد كانت الجزائر باعتبارها صاحبة الرئاسة الدورية الأولى للمجلس، دعت بصريح العبارة إلى استعماله كأداة لتحقيق المصالح العربية المشتركة• في نفس السياق دعا عمرو موسى إلى ضرورة عمل عربي مشترك لاسترجاع الموارد المائية العربية التي نهبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي• كما وافق المجلس على مشروع خطة تنفيذية تشتمل على خمسة مشاريع تهدف إلى ترشيد استخدام المياه والتوسع في استغلال المياه التقليدية وغير التقليدية، ليتم عرضها على مؤسسات التمويل العربية والإقليمية والدولية• وقد تم إعداد هذا المخطط، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 10 ملايين دولار، بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة• وفي إطار تقييم تنفيذ أهداف الألفية، دعا وزراء المياه العرب إلى الاهتمام بمجال الصرف الصحي من خلال توسيع هذه الشبكات وإقامة دراسة معمقة في هذا الموضوع• وكانت التجربة المائية الجزائرية، سواء على الصعيد الداخلي أو تلك الشراكة التي تجمعها مع الشقيقيتين ليبيا وتونس في مجال استغلال الموارد الجوفية للمياه الصحراوية، نموذجا نوعيا، جعل المجلس يشيد به ويدعو الدول العربية الأخرى إلى الاقتداء به• من جهة أخرى، أوضح وزير الموارد المائية ورئيس المجلس العربي لوزراء المياه العرب عبد المالك سلال، أن اجتماع الجزائر كان فرصة هامة على أكثر من صعيد، لا سيما ذلك التقرير حول تحويل الاحتلال الإسرائيلي للمياه العربية الفلسطينية والسورية، بالإضافة إلى المياه الأردنية واللبنانية، في حين صادق الوزراء العرب على اعتماد يوم 3 مارس يوما عربيا للمياه، فيما تقرر عقد أول دورة للمكتب التنفيذي للمجلس نهاية جانفي 2010 بالقاهرة.