70 بالمائة من المتزوجات يستعملن حبوب منع الحمل المسببة للعقم والسرطان كشف رئيس مصلحة التوليد وطب النساء بمستشفى مصطفى باشا، البروفسور بوزيد عداد، في لقاء مع "الشروق"، عن المخاطر الصحية التي أصبحت تتعرض لها بعض النساء نتيجة الاستهلاك العشوائي لحبوب منع الحمل، مطالبا في السياق ذاته بفرض رقابة صارمة على الصيادلة الذين يبيعونها بدون وصفة صحية رغم أن القانون يعاقب عن بيع الأدوية دون وصفات. * * وفي الوقت الذي ارتفع فيه استهلاك هذه الحبوب لدى المتزوجات إلى نسبة 70بالمائة، فإن بعض المختصين يؤكد أن نسبة لا يستهان بها سجلت خارج أطر الزواج. * وحسب البروفسور عداد فإن مصلحته استقبلت حالات من النساء أصيبن بالعقم نتيجة تناول الحبوب دون استشارة الطبيب، كما سجلت حالات مرضية أخرى تعود لنفس الأسباب منها حالات الإصابة بالسرطان، وحذر ذات الطبيب المختص، المقبلات على الزواج اللواتي يتناولن الحبوب قبل الحمل الأول لتنظيم العادة الشهرية، خاصة منهن المتقدمات في السن لخطورة الإصابة بالعقم. وقال البروفسور عداد، إن الكثير من النساء استعملن حبوب منع الحمل لفترة طويلة دون انقطاع فأصبن بالعقم. * وفي السياق ذاته، أشار، البروفسور فريد بن عيبوش، نائب المدير العام لجمعية الأطباء الخواص في طب النساء، إلى عواقب حبوب الإنقاص من الحمل التي تستعملها الفتيات دون استشارة المختصين، وهي حبوب أشد خطرا من الحبوب العادية الأخرى كونها تستعمل لمنع الحمل بعد العلاقة مباشرة، وأكد "للشروق"، أن مصالح التوليد تستقبل عدة حالات لشابات وقعن في الحمل الخطأ لجهلهن استعمال حبوب منع الحمل. * وفي زيارة استطلاعية قادت "الشروق" لبعض المختصين في التوليد، كشفوا لنا عن حالات الوقوع في الحمل الخطأ بطلاتها فتيات مراهقات كانت نتيجة في مجملها لسوء استعمال أدوية منع الحمل، وحذر هؤلاء من تسويق هذه الحبوب بدون وصفات طبية صادرة من المختصين، مطالبين في السياق ذاته بفرض رقابة على الصيادلة لتنظيم بيع الدواء بما فيه حبوب منع الحمل، التي تلزم تحاليل للدم وفحص صحي للمرأة. * وقصدت "الشروق" بعض الصيادلة للتأكد من صحة بيع هذه الحبوب دون وصفة، وفعلا هي حقيقة وقفنا عليها بأنفسنا، حيث بمجرد أن طلبنا حبوب منع الحمل من عدة صيادلة كان لنا ذلك، دون تقديم وصفة، ولكننا أعدناها إليهم، وقد التمسن تفسيرا لذلك، فقال بعضهم إن الوضع الحالي أصبح يفرض علينا بيع هذه الحبوب دون أي شروط، لتفادي كوارث أخرى حسبهم ويقصدون الحمل خارج الزواج، إذ اعتبر أحدهم إقبال النساء على شراء حبوب منع الحمل تصرفا حضريا. * ورصدت "الشروق" بعض الأسباب التي أصبحت تدفع المرأة غير المتزوجة لتناول حبوب منع الحمل، فبغض النظر لاستعماله كمانع للحمل غير الشرعي، أصبحت بعض الفتيات النحيفات تستعمله للسمنة، فيما تراه أخريات مضادا لحب الشباب، ووسيلة لتصفية البشرة، في حين تجهل هؤلاء المضاعفات الجانبية، خاصة من لديهن أمراض خفية خطيرة لا تتناسب مع الدواء، وحسب الاستطلاع الذي قمنا به، فإن أكثر نوع مطلوب لحبوب منع الحمل هو (ميكروجينو) بصفته دواء قوي الفعالية، حيث أوضح المختصون أن الدواء يتناسب مع المرأة حسب بنيتها الصحية وليس كونه قوي الفعالية. * * أكثر من 22 مليار خلال الخماسي الأول لاستيراد أدوية هرمونية * وتعتبر موانع الحمل أدوية مستوردة من الخارج حيث نفتقر الجزائر لصناعات مثل هذه الحبوب الحساسة، فقد بلغ الغلاف المالي لاستيراد الأدوية الهرمونية التي تدخل في إطارها حبوب منع الحمل، خلال الخماسي الأول من السنة الجارية حسب معطيات مركز الإعلام الآلي والإحصاء، أكثر من 22 مليار سنتيم وبوزن 147 طن، وخلال 2008 وصل ثمن استيراد هذه الأدوية، إلى أكثر من 184 مليار سنتيم، بينما كلف استيراد الواقي خلال الخمس أشهر الفارطة، 6.4 مليار سنتيم لكمية 71 طنا و6.2 مليار سنتيم خلال الخماسي الأخير من 2008 ، من دول تايلندا، ألمانيا، بلجيكا واسبانيا، وقد شرعت الجزائر هذه السنة في استيراد مادة لصنع حبوب منع الحمل بالجزائر، وبكمية 3 كلغ، وتوجد شركة وحيدة تعمل مع صيدال لصنع هذه الحبوب.