لقيت بنتان حتفهما صبيحة الأحد ببلدية الماين بأقصى الجهة الجنوبية الغربية لعاصمة ولاية عين الدفلى، فيما أصيب ثمانية أفراد من عائلتها بجروح وكسور متفاوتة، منهم الأب والأم إثر انهيار واق ترابي عليهم بداخل المنزل العائلي. * * الشروق، الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي زارت العائلة سويعات فقط بعد حدوث الكارثة، وقفت على جانب من المعاناة التي يكابد ويلاتها معظم سكان منطقة الجواهرة البعيدة بحوالي 70 كلم عن عاصمة الولاية، حيث تحدث الجد عبد القادر "أن العائلة كانت تنام بداخل فناء البيت الهش، المكون من أتربة غير متماسكة (مُزرار) وبفعل الحرارة الملحوظة هذه الأيام، ونظرا للجفاف الذي يميّز المنطقة، انهار الواقي الذي يعلو مدخل الغرف الترابية على جميع أفراد العائلة الذين كانوا ينامون في حدود الرابعة صباحا وسقطت كميات كبيرة من الأتربة والقصب والقرميد، حيث لم يتمكن المنقذون من إخراجهم إلا بعد ساعتين من الجهود ليواصلوا جهودهم بنقلهم إلى مستشفى سيدي بوعبيدة بالعطاف، حيث لا يزال يقبع الأب والأم التي يبدو أنها مصابة على مستوى الحوض إصابة بليغة، إضافة إلى ابنيها عبد القادر وكمال، فيما لايزال كل من يحيى، حفيظة، فاطمة ونصيرة، مصابين وتحت الصدمة بالمنزل العائلي، فيما فارقت الحياة كل من نورة 10 سنوات ورزيقة 6 سنوات (تدرسان في الطور الإبتدائي) وكلهم من عائلة شاقور التي نقلت إلى المصحة المذكورة بواسطة السيارات النفعية (باشي) في غياب وسائل النقل بشكل تام حسب معاينتنا وغياب الطرقات المعبّدة بشكل يخلق متاعب للسكان. * بذات المكان، علمنا أن رئيس البلدية (الماين) تنقل إلى العائلة لحظات قبل وصولنا، فيما وجدنا سيارة تابعة للقطاع الصحي تغادر عند وصولنا أمام المقبرة المحلية التي رأينا أناسا يحضرون قبرين لدفن الضحيتين اللتين من المرجّح أن تدفنا اليوم الإثنين تبعا للإجراءات القانونية (الصحية والإدارية) في الوقت الذي شهدنا سيارة قد تكون تابعة للبلدية تحمل بعض المساعدات (لوازم التغذية) عندما لاحظنا ممثل البلدية يشرف على العملية. * هذا الأخير، ذكر لنا أن السكان هنا كلهم بحاجة الإعانات للسكن الريفي، إلا أن الجهود المبذولة لم تستطع تلبية كل الحاجيات المقدرة بأكثر من 1100 طلب. * غادرنا العائلة وجيرانها الذين كانوا مصدومين لهول الحادثة وقال الجد الثاني بكل ثبات "هذا أمر الله ويجب علينا أن نتحلى بالصبر، لكن موت الغدرة صعب علينا..". فهل ستكون الوضعية التي يتمنى السكان هناك الوصول إليها صعبة؟ * الإجابة على ذلك، تتوقف على جهود الدولة لتحسينها في ظل عزم المعنيين على المكوث بمواقعهم.